متى ينتهي العك الكروي؟!
محصلة ما نراه الآن من أزمات في الكرة المصرية يرسخ قناعتي بأن المنظومة تدار بعشوائية بلا رؤية محددة أو استراتيجية علمية تقوم على تحديد هدف بغية الوصول إليه حتى بات المشهد لا يسر عدوًا ولا حبيبًا؛ فثمة فوضى لا تجدها في دوريات عالمية تمنحك المتعة والشغف، وتعطيك القدوة في الانضباط والامتثال لقرارات الحكام والاتحادات الرياضية.
لكن في مصر الأمر مختلف تمامًا؛ فثمة تحفز يصل لدرجة التربص والتعصب للأندية تنتهي بشحن موتور للجمهور؛ الروح الرياضية شبه غائبة ومعها التسامح؛ ولمَ لا ومسئولو بعض الأندية أو أغلبهم لا يكفون عن افتعال معارك وهمية ولا يدرون أنهم بأفعالهم تلك يرمون بالجمهور في أتون التعصب ويفسدون متعته داخل المستطيل الأخضر ويخلقون أجواء مشحونة بالتوتر والغضب قابلة للاشتعال في أي لحظة..
وهو ما يضاف لأمراضنا الكروية المزمنة من بطء في الأداء وضعف في اللياقة البدنية والاعتراض بل والتشكيك في التحكيم المحلي عمال على بطال.. والنتيجة ضعف الأداء وغياب البطولات عن المنتخب الوطنى وكان آخرها قبل 13عامًا بالتمام والكمال إلا إذا كنا نعتبر الوصافة بطولة تستحق الحفاوة والإشادة!!
مشاهد من الأزمة الكروية
آخر مشاهد الأزمة الكروية -إن جاز التعبير- هو إعلان الزمالك على لسان رئيسه الاعتذار عن عدم المشاركة أو الانسحاب من بطولة السوبر أمام الأهلى؛ على خلفية عقوبات لجنة الانضباط ضد لاعب الأهلى محمود كهربا إثر مباراة القمة بين الناديين في يناير الماضي.. تلك العقوبات التي قلبت أحوال الكرة المصرية رأسًا على عقب، بدأت بتسريبات وانتهت بانسحابات وإضرار بسمعة الكرة المصرية!
أين اتحاد الكرة وأين وزيرالشباب والرياضة مما يجري.. ألم يكن الأحرى بالمسئولين أن ينفذوا عقوبات لجنة الانضباط دون انتظار نتائج الاستئناف أو غيره.. ثم هل تسمح لوائح الفيفا بإحالة مشكلة رياضية للقضاء المدني.. ومن المسئول عن تسريب العقوبات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل إعلانها رسميًا في خرق واضح لقواعد الفيفا بحتمية سرية المداولات والقرارات التي تصدر عن اللجان القانونية.. ولماذا تقوم لجنة الانضباط بالبت في شكاوى دون أخرى في انتقائية قد تثير الريبة والشبهات.. حتى انتهى بنا الأمر إلى الطعن في شرعية قراراتها أمام القضاء الإداري؟!
ما جرى لو كان جرى فى اتحاد أوروبى لخرجت هذا الاتحاد بقرارات صارمة وعنيفة بحق المتلاعبين والمتقاعسين والمتسببين في تلك المهازل.
فماذا ينقصنا للوصول للعالمية وتحقيق البطولات والميداليات وليس التمثيل.. لماذا تغيب المؤسسية فى الأمور الرياضية، مثل زيادة قاعدة الممارسة، والصقل، والتدريب العلمى للمسئولين عن إدارة قطاعات الرياضة المختلفة، والتواصل المستمر مع المؤسسات الرياضية والعلمية الدولية والعالمية.
لماذا يصر أعضاء بمجلس إدارة اتحاد الكرة، على العمل بجهات إعلامية، في تعارض واضح مع نص المادة 19 من الميثاق الأخلاقى للفيفا بما يترتب عليه من يعد تضارب للمصالح؟! ناهيك عن سوءات الإعلام الرياضى الذي يمتهنه لاعبو كرة دون تأهيل علمي ولا الحصول على رخصة بمزاولة المهنة.
أما اللاعبون فهم يفتقدون أمورًا كثيرة، أولها اللغة وثقافة الاحتراف والمحدودية الكبيرة فى الطموح الرياضى، وغياب البرامج التعليمية المرتبطة بكرة القدم التى تعدها الأندية للاعبين.. المنظومة الرياضية في حاجة لإصلاح شامل والتزام صارم بروح القانون حتى نضع نهاية لتلك المشاهد العبثية.