رئيس التحرير
عصام كامل

أصحاب البصمة في بلاط صاحبة الجلالة!

فور تخرجي في إعلام القاهرة.. عملت في جريدة الجمهورية دون واسطة ولا محسوبية.. ومن واقع تجربتي الصحفية أقول مطمئنًا إن اثنين فقط هما صاحبا البصمة الحقيقية في تلك المؤسسة العريقة؛ أحدهما محسن محمد الذي سبق عصره وابتكر أبوابًا صحفية جديدة تهم الناس من الزواج إلى أعياد الميلاد، مرورًا بالإسكان والتوظيف والرياضة وبريد القراء، وأخبار التليفزيون.. وانتهاءً بالرأى الذي أتاحه لكل الاتجاهات ما دامت تتكلم بلسان وطنى قومى.

Advertisements

محسن محمد وسمير رجب


نجح محسن محمد في زيادة توزيع الجمهورية من بضعة آلاف إلى المليون نسخة للعدد الأسبوعي و812 ألفًا للعدد اليومي.. لدرجة أدهشت الرئيس الراحل أنور السادات فأمر بتشكيل لجنة للتحقق من أرقام توزيع الجمهورية آنذاك وبالفعل وجد الرقم صحيحًا!


أما صاحب البصمة القوية الأخرى في دار التحرير فهو الكاتب الصحفي الكبير سمير رجب الذي أحدث بها نقلتين نوعيتين؛ الأولى حين نجح أن يجعل صحيفة المساء أوسع الصحف المسائية انتشارًا في الشرق الأوسط بأرقام توزيع كبيرة.. والأخرى حين انتقل بالجمهورية إلى مبناها الجديد في شارع رمسيس.


الجمهورية جريدة ولدت من رحم ثورة يوليو 52؛ وأريد لها أن تكون المدافع عن توجهاتها وقد فعلت ذلك.. لكنها لم تتخل عن رسالتها، وكانت لسان حال الشعب الذي انحازت إليه فرفعها إلى السماء.. واكتسبت مكانتها ليس لكونها بنت الثورة بل بحسبانها صوت الناس.

 

قامات صحفية


وفي الجمهورية تأثرت كما تأثر كثير غيري بقامات صحفية وثقافية شقت طريقها للنجاح والمجد أذكر منهم الرائع جلال الدين الحمامصي أحد رواد الكتابة والحملات الصحفية والإخراج وصاحب المقالات القوية والبصمات المميزة.


وممن كتبوا للجمهورية أذكرالدكتور طه حسين، وكامل زهيري الذي كان يحب أن يصف نفسه بالصحفي الهاوي والقارئ المحترف. 

 

وعبد الحميد يونس، ومحمد الحيوان، وإسماعيل الحبروك، وفتحي مبروك، وسامي داود، ودرية شفيق، ويوسف السباعي ورشدي صالح ومحمد صبيح وعبدالعزيز صادق، وبيرم التونسي، وألفريد فرج، عبدالسلام داود، وإبراهيم الورداني، وإبراهيم موسى، وسعد الدين وهبة، ويوسف إدريس، وعبد الحميد الخميسي، ود.محمد مندور، وأحمد عباس صالح، وفاروق القاضي، ومحمد العزبي أطال الله عمره.

 

ورجاء النقاش، وعواطف عبد الجليل، وفؤاد دوارة، ومحمد عودة وعبد العزيزعبد الله ومحمد حمودة، وجلال السيد، ومحمد دياب، وعبد الرحمن فهمي، وناصف سليم وأمير إسكندر، وفاروق منيب، ود.فتحي عبدالفتاح، وخيري شلبي، وعبد الرحمن الشرقاوي، ورأفت الخياط، وناجي قمحة، وراجية عنايات وجمال الغيطاني، وسيد حجاب، ومحمد قطب، وعبدالعظيم رمضان، وحسين عبدالرازق، وعبدالفتاح الجمل، ومحسن الخياط، ونعمان عاشور. 

رسالة لشباب الصحفيين

 
لقد عشت، ولله الحمد، العصر الذهبي للصحافة عامة والجمهورية خاصة، وترقيت من مندوب إلى رئيس قسم ثم نائبًا لرئيس التحرير ثم نائبًا أول ومشرفًا على قسم الخدمات الصحفية المتميزة (139 جمهورية) الذي انفردت بها الجريدة على سائر صحف الشرق الأوسط.. ثم رئيسًا لتحرير كتاب الجمهورية ورئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة التي تركتها بحالة جيدة ماليًا وصحفيًا.


ولعلي في تجربتي رسالة لشباب الصحفيين أن يقرءوا بعناية تاريخ صاحبة الجلالة ليعرفوا مقدار عظمتها وأمجادها ليعلموا أن الأمل لا يزال قائمًا والفرصة لا تزال قائمة لاستعادة تلك الأمجاد.. ولا يصدّنكم عن التسلح بالتفاؤل ما يشيعه البعض أن زمن الصحافة المطبوعة قد ولى تحت وطأة الذكاء الاصطناعي والصحافة التفاعلية.

 

 

فثمة تجارب صحف ورقية دولية لا تزال توزع ملايين النسخ وتحقق أرباحًا ولها جمهور يحرص على شرائها.. المهم تطوير المحتوى بأحدث تقنيات العلم وفنون الصحافة لجذب قراء جدد واستعادة من سرقتهم وسائط التكنولوجيا والسوشيال ميديا.


إن بوصلة القارئ هي الأصدق دائمًا.. والناس لا يقنعها إلا المقنع بحق.. المهم أن تصح العزائم وتخلص النوايا وتتجدد الأفكار في عالم شديد التغير!

الجريدة الرسمية