لقاء الأحباب
لم يكن الحاج عاصم مخطئا حين راودته منذ سنوات طوال، بعد الوصول إلى سن الشباب، أن يطرح فكرة عقد لقاء شهري لأبناء بيته الكبير دار أخبار اليوم، ممن خرجوا تباعا إلى هذا السن المفعم بالعطاء والحيوية، يلتقون خلاله على أحد المقاهي القريبة من الدار، فيتواصلون ويأنسون بعضهم بعضًا.
حدد الحاج عاصم أن يكون هذا اللقاء أول خميس من مطلع كل شهر، يلتقي فيه من أفنوا عمرهم فى رحاب صاحبة الجلالة، ما بين فنى وصحفي، وإداري، الكل يجتمع على هذا المقهى العتيق، يحملون باقات الذكريات، يتذكرون أياما أجمل مضت، يطمئنون على أحوال بعضهم، يعودون من حجبه المرض عن الحضور، ويترحمون على من كان يجلس معهم وغادر الدنيا إلى رحاب العلى القدير، وفي ختام هذا اللقاء المزدحم بروح المحبة الخالصة، يلتقطون صورة جامعة للقاء الأحباب الشهري.
غاب عن صور قديمة أحباب رحلوا، وحل في داخل أطر تلك الصور آخرين جدد خرجوا حديثا من خدمة المهنة العتيقة، وبات القرب من دارهم الرائدة والتماس طيف الذكريات، أنسهم وراحتهم.
حين تنتهى سنوات البذل والعطاء، نفارق الطرقات المحملة بالصخب النافع وأصوات التروس، ويصبح لقاء الأحباب هو المتنفس لاستنشاق عبق الذكريات التى حفرت مكانها في وجدان كل من اختار الجلوس والاستمتاع بصحبة هؤلاء الأكابر في بلاط صاحبة الجلالة.
أطال الله في عمر الحاج عاصم، وأطال الله أعمار أوتاد الدار السابقين الذين لم يتأخروا يوما عن خدمة جامعة الأحباب أخبار اليوم، متعهم الله بالصحة والعافية.