بين البندول والكربون
بينما انتظر ابنتى امام باب مدرستها، وجدت هذا البائع الذي يأتي كل يوم كي يشتري منه الصغار الحلوى واللعب، وكانت الصدفة حين وجدت تهافتا منهم على لعبة مزعجة، عبارة عن كرتين من البلاستيك مربوطتين بحبل واحد، تقوم على تصادم الكرتان بشكل متسارع، وعنيف، وهو ما يخلق حالة كبيرة من الضوضاء والإزعاج البالغ..
خاصة إذا كان هناك أكثر من صبي يلعبون بها فى وقت واحد سويا، وعلمت فيما بعد أن تلك اللعبة اسمها البندول، تنتج مستوى غير عادي يفوق الاحتمال من الصداع الذي يقلق راحة الناس، فيصيب المرضى بالأرق ويشتت تركيز الطلاب.
منشوران من صديقين تتباعد بينهما المسافات، ينبهان إلى خطورة مشكلة أخرى، وتأثيراتها السلبية على الصحة والممتلكات، ألا وهي انتشار الألعاب النارية بأحجام وأشكال متعددة وتحت مسميات شعبية أشهرها الآن صاروخ الكربون.
الكاتب الصحفي حسام الحداد حذر من انتشار تلك الألعاب الخطيرة في منطقة سكنه بحي المعادي الهادئ، واصفا بلا مبالغة حجم الضرر الواقع بسببها على الإنسان والحيوان والممتلكات العامة والخاصة، مطالبا بردع تجار الافساد، واتخاذ إجراءات رادعة حيالهم.
أما الصديق المهندس عصام عبد الواحد، فقد حذر من انتشار تلك المشكلة فى قريته ميت يعيش، الريفية البسيطة، مطالبا الأهالي بالرقابة على مشتريات أطفالهم، وفرض التحكم العائلي على الصغار ووقفهم عن العبث بمصائر الناس ومستقبلهم، ما بين احتمالات فقد إبصار جراء شظية منفلتة، أو إصابة بحروق بالغة، أو تعرض ممتلكات للاحتراق والتدمير، فضلا عن حالة الهلع التي تضرب الشوارع وتطال المرضى في البيوت، وتصرف الطلاب عن مذاكرتهم، جراء هذا العبث الصبياني.
وبالقياس على الكثير من القرى والشوارع، نطالب بتكثيف الوعي بين الأهالي عن طريق وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى بخطورة تلك المشكلة، ومخاطبة أولياء الأمور بإحكام الرقابة على أبنائهم وسلوكياتهم التى قد تدمر أسرا وتضيع مستقبل اشخاص، كما نطالب بتشديد الرقابة على عمليات استيراد وتصنيع تلك الالعاب، ومنعها تماما من التداول ومعاقبة مهربيها بأشد أنواع العقوبة، باعتبارها أحد وسائل ترويع الآمنين التى يعاقب على حيازتها القانون،، حفظ الله الجميع.