متى يعود الانضباط الرياضي إلى ملاعبنا؟!
فوز مريح ومستحق حققه الأهلى على الرجاء المغربي أمس في ذهاب دوري الأبطال الأفريقي يمنحنا الأمل في إحراز بطولة جديدة لنادي القرن.. لكنه لا يكفي لمنح طمأنينة كاملة؛ فالنتيجة النهائية لا تزال في الملعب تحددها مباراة العودة بالدار البيضاء؛ وهي مباراة لن تكون سهلة..
نظرًا لما يملكه الفريق الشقيق من مهارات وقدرات عالية على صنع المرتدات بسرعة مباغتة.. وهو ما يضع على عاتق لاعبي الأهلي مسئولية كبيرة لإسعاد الجماهير وأن يؤدي لاعبوه بما يملكون من خبرات متراكمة في أفريقيا بروح الفانلة الحمراء لقهر المستحيل.. فوز الذهاب يجدد الأمل في البطولة.. ويفتح باب الأمل لإصلاح منظومتنا الرياضية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص.
فلا يخفى ما للرياضة من قدرة على إسعاد الشعوب وحشد الحماس في النفوس، كما أن لها قدرة عجيبة على الإلهام وصناعة القدوة للأجيال وهو ما يجعل في صلاحها صلاحًا لواقعنا كله دون مبالغة.
الانضباط الرياضي كلمة السر في نجاح المنظومة وهو ما نفتقده للأسف عندنا خصوصًا في الألعاب الجماعية وفي القلب منها كرة القدم.. مشكلتنا الحقيقية أن الأندية الكبرى أو حتى الصغرى ترى نفسها فوق المنظومة وفوق اتحاد الكرة ومن أسف أن ما يظهر على السطح في منظومتنا الرياضية وملاعبنا ومدرجاتنا سلوكيات لا تجد لها نظيرًا لا في الدول المتقدمة ولا المتخلفة..
فساد المنظومة الرياضية
فثمة انفلات كثيرًا ما يغض اتحاد الكرة الطرف عنه، وثمة ظاهرة أتصور أنها لا توجد بمثل هذه الفجاجة والعشوائية والانفلات وخرق القانون إلا في مصر وهي تهديد الأندية الكبرى من حين لآخر بالانسحاب من البطولات المختلفة إذا لم تسر الأمور وفق ما يروقها؛ ولو أنك بحثت على جوجل مثلا عن مثل هذا الانسحاب لوجدت سلوكًا متهافتًا لا يليق بأندية عريقة مثل الأهلى والزمالك الذين أولى بهم أن يكونوا قدوة للأندية الأخرى..
ناهيك عن الاعتراض الدائم على الحكام سواء من اللاعبين أو حتى الجهاز الإداري في كل مباريات كثيرة واستهتارهم أو استهانتهم بقضاة الملاعب خصوصًا المحليين والاعتراض الدائم على قراراتهم والإصرارًا الكبير على استقدام حكام أجانب؛ رغم صعوبة توفير العملة الصعبة، لتحكيم المباريات المهمة..
فضلًا عن الالتفاف على اللوائح ومخالفة اللاعبين لبنود التعاقد مع الأندية حتى تصل الشكاوى للمحكمة الرياضية الدولية والاتحاد الدولي اللذين يخرجان بقرارات مشينة تمس سمعة الكرة المصرية.. ناهيك عن شيوع أجواء التعصب والكراهية في المدرجات بين الجمهور وهي أجواء ملتهبة وغير صحية يغذيها إعلام رياضي أكثر سوءًأ تسوده العشوائية ويغيب عنه التخصص والموضوعية حتى صار كل من هبّ ودبّ مذيعًا يفتي فيما يعرف وفيما لا يعرف..
والنتيجة فساد المنظومة الرياضية وضعف المنتج الريادي وسوء النتائج على المستوى الدولي وحرمان مصر من المنافسة وحصد البطولات الكبرى.. باستثناءات محدودة لا يمكن القياس عليها!
ويبدو طبيعيًا في مثل هذا الانفلات أن يأتي أداء مجالس الإدارات متهافتًا وأداء اللاعبين مترديًا يسوده البطء وضعف الياقة والكفاءة وغياب الخطط والنفس الطويل والروح الرياضية في ملاعبنا واختفاء المتعة التي نجدها في الدوريات الأجنبية لا سيما الدوري الإنجليزى الذي يصعب التكهن بالبطل حتى إطلاق صافرة نهاية المباراة المقبلة السبت المقبل.
وحسنًا فعل اتحاد الكرة، بتشكيل لجنة الانضباط والقيم؛ لضبط سلوك الشارع الرياضي؛ واستعادة السلوك القويم ونتمنى أن تمارس دورها بعدالة وجرأة دون وصاية أو مجاملة لوقف أي تجاوز من أي مؤسسة أو أشخاص داخل المجال الرياضي. وكفانا ما فات من انفلات انتقل من الملاعب والأندية إلى السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة.. فهل نجد سلوكًا جديدًا رشيدًا في ملاعبنا؟!