رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الانتصار

كل عام وأنتم بخير، تحتفل اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد القيامة المجيد. والقيامة فيها دروس عديدة جدًا، منها: 
انتصار الحياة على الموت: خلق الله الإنسان لكى يحيا ولم يوجد الموت إلا كدخيل على الإنسان. أدخله الإنسان بخطيته لأن أجرة الخطية هى موت. وانتصر الموت على الجميع حتى أن الذين قاموا من بين الأموات رجعوا وماتوا مرة أخر. ولكن قيامة المسيح كانت انتصار الحياة على الموت لأنه حينما قام المسيح لم يعد للموت مرة أخرى، وبذلك انتصرت الحياة على الموت. 

 

وصار السيد المسيح  له المجد باكورة الراقدين لأنه أول من قام ولم يمت مرة أخرى، وأرانا صورة لكل الذين سيقومون فى المجئ الثانى؛ صورة الحياة الدائمة التى سيحيا فيها الإنسان بلا موت مرة أخرى. ولذلك فإن كان الموت عدوًا جبارا شديدا لكن بقيامة المسيح صارت الحياة أقوى وأعظم منه.

 

لذلك لم يخشَ التلاميذ الموت لأنهم رأوا الحياة قد انتصرت على الموت، فأحبوا الموت وذهبوا إليه دون خوف وهم شاعرون بأن الحياة سوف تنتصر على الموت. وماذا أيضا من قيامة السيد المسيح من انتصار؟ 
 

انتصار البر على الشر:  الشر قد تراه منتصرا ومبتهجا حتى أن إرميا النبى وقف ذات يوم يعاتب الله وقال (لماذا تنجح طريق الأشرار) فقد نرى الشر ناجحا ومنتشرا، ونشعر أحيانا أن الشر هو الطريق الوحيد للنجاح ولكن هذه الحقيقة غير صحيحة: 


ففى قيامة السيد المسيح رأينا البر ينتصر على الشر؛ شر اليهود، وشر الرومان، وشر الشيطان. اجتمعوا معا وتحالفوا على أن يتخلصوا من البر وينتصروا عليه كما ظنوا أن موت المسيح على الصليب انتصارا للشر على البر. ولكن بالقيامة ظهر أن البر لابد أن ينتصر على الشر حتى ولو طال انتصار الشر ودام إلى فترة طويلة. 


والبر هو الصورة المنتصرة فى السماء. فالذين سيعيشون إلى الأبد هم الأبرار فقط أما الأشرار فسيموتون موتا أبديا. لذلك حتى وإن عاش الإنسان طول حياته وهو يرى الشر ينتصر فى الأرض، ولكنه سيرى صورة أخرى فى السماء أن البر هو المنتصر وهو الفائز وهو الدائم إلى الأبد أما الشر فمائت وخاسر. 
 

انتصار القوة الروحية على القوة المادية: كثير من الناس يظنون أن القوة المادية هى الوسيلة للانتصار؛ فالبعض يظن أن قوة العضلات كقوة مادية هى التى تنتصر.


وهناك أناس يظنون أن الانتصار هو لقوة المال. وهؤلاء الناس مثل يهوذا الاسخريوطى الذى جرى وراء المال وخسر المسيح؛ خسر حياته وخسر أبديته. أو مثل اليهود الذين أعطوا رشوة للجنود الرومان لكيما يكذبوا ويقولوا إن المسيح لم يقم وأن التلاميذ قد سرقوه، وظنوا أن هناك قوة لتغيير الحقائق، ولكن كذبهم قد توارى وانتشرت قيامة المسيح في العالم كله.

الجريدة الرسمية