حضور الرئيس اختبارات الوظائف المدنية.. رسالة للحكومة
تعودنا أن يحضر الرئيس لقاءات المتقدمين للكليات العسكرية وحفلات تخرجهم وتكريمهم.. ثم فاجأنا الرئيس بحضور جانب من اختبارات المتقدمين لوظائف مدنية سواء في التربية والتعليم أو النقل.. وفي ذلك رسائل مهمة، سواء للحكومة أو للقائمين على القطاع المدني عامة أو المتقدمين للعمل به على السواء..
فمثل هذا الحضور يعنى أن الرئيس يراقب كل شيء ويتابع بنفسه كل صغيرة وكبيرة ويوجه رسالة للحكومة بضرورة الحرص الشديد انتقاء أفضل العناصر لشغل لوظائف المدنية المختلفة والتأكد من صلاحيتهم وكفاءتهم قبل الانخراط في الجهاز الإداري للدولة الذي يحمل إرثًا كبيرًا وعتيقًا من البيروقراطية بمعناها السلبي..
وهو ما ينبغي للحكومة أن تسعى للتخلص مما بقي من بيروقراطية وأن تجتهد قدر طاقتها لإرضاء المواطن وإنجاز ما يحتاجه من خدمات في أسرع وقت وبأقل تكلفة ومجهود وتقليل تدخل العنصر البشري للحيلولة دون أي فساد.
التنمية الشاملة
أما الرسالة الأهم فهي ضرورة التخلص من إرث عتيق وعقيم في المحسوبية والواسطة في اختيار الموظفين، والحرص على الشفافية وتكافؤ الفرص والعدالة والاعتماد على أهل الكفاءة والاقتدار والاستحقاق لا المحسوبية والفهلوة والتوريث الذي عانت منه مصر عقودًا طويلة في قطاعات كثيرة لا تحتاج إلى دليل لمعرفة أصحاب النفوذ والحظوة واليد الطولى في كل مكان فيها.
الرئيس يسابق الزمن في ملفات عديدة أهمها التحول الرقمي الذي يتطلب رفع كفاءة وتطوير الأداء الحكومي، وأن يكون القطاع المدني أسوة بالقطاع العسكرى أكثر انضباطًا وكفاءة وحسن أداء وإنجازًا للمهمات في وقت محدد وبمواصفات عالية.. وهو ما ينبغي أن تتفهمه الحكومة وتبادر لتطبيقه دون إبطاء أو تأجيل.
يحدوني أمل أن تتلقف كل الأجهزة كلام الرئيس بضرورة اتباع أرقى المعايير العلمية والفنية والنفسية والصحية في انتقاء أفضل المتقدمين للوظائف العامة، وإعدادهم وتأهيلهم على جميع المستويات، وفقًا لأحدث وسائل وبرامج التدريب، ذلك أن مواجهة تحديات المرحلة تتطلب إعداد أجيال وكوادر على مستوى عالٍ من الكفاءة، وبذل أقصى جهد لإعدادها بما يتواكب مع الخطط الطموحة للدولة لتحقيق التنمية الشاملة والتقدم في جميع المجالات على يد أبنائها من الشباب.
حضور الرئيس لامتحانات المتقدين لوظائف التربية والتعليم فرصة لتوجيه الأنظار وإعادة الاعتبار والتقدير للمعلم واستعادة الرونقل للتربية وللعملية التعليمية برمتها؛ فنجاح المجتمع مرهون بنجاح منظومة التعليم والبحث العلمي الذي لا يزال في حاجة إلى جهود كبيرة لمواكبة التطور العالمي الهائل في مجال العلوم والتكنولوجيا.. فالتعليم الجيد رافعة أي تقدم ومدخل لا غنى عنه لأي تقدم.
ختام الكلام: عِش كما لو أنك ستموت غدًا، وتعلم كما لو أنك ستحيا إلى الأبد. (غاندي).