رسالة طبيب القلوب.. لأصحاب القلوب!
أعجبتني رسالة طبيب القلوب الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب الأسبق لشباب الأطباء في يوم عيدهم السنوي الذي يوافق 18 مارس من كل عام؛ ذلك أن الرجل، وهو يملك شعبية ومتابعين بالآلاف في فيس بوك، يتحلى بوعي وتواضع كبيرين وحس إيماني استنادًا لتجربة عملية وعلمية عميقة من الفهم والبحث العلمي والتأمل في ملكوت الله انطلاقًا من العمل الطبي الذي يعتني بالبحث في تكوين الإنسان وهو ما يتحقق فيه قوله تعالى: "وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ".
طبيب القلوب وضع الأطباء ولاسيما شبابهم في مواجهة ضمائرهم؛ ذلك أنه أقر بمسئولية كل طبيب عن صحةِ البشرِ وأرواحهم، وهو مؤتمن عليها، يطِّلِعُ علي أسرارهمِ وأوجاعهم؛ وهو ما يجعل مهنة الطبِ من أرفعِ المهنِ الإنسانيةِ؛ فلا يراقب الأطباء في عملهم إلا اللهُ؛ وهي إما أن ترفعهم إلي الجنةِ أو تهوى بهم إلي النار.. وتساءل: كيف لا تجعلون ذلك سببا فى دخول الجنة؟!
رسالة الدكتور جمال شعبان تقطر بلاغة وتنضح شفافية وإحساسًا عميقًا بالمسئولية، يقول على صفحته الرسمية بفيس بوك: "إن المكانَ الذى أنتم فيه يتمناه كثيرون خارج هذه الأسوارِ، فاتقوا الله فى كل الذي تقولون، اتقوا الخالقَ فى كل الذي تفعلون.. اجتهدوا فمن اعتقد أنه قد أصبح طبيبا بعد التخرجِ فقد ضل الطريق.. إنها البدايةُ". "قبِّلوا أقدامَ آبائكم وأمهاتكم الذين ضحوا من أجلكم فمن لم يشعرْ بتلك التضحيةِ فهو جاهل جاحد".
نصائح الدكتور جمال شعبان
أحذركم من الجرائمِ الثلاثةِ: من الكذبِ والغرورِ والغيرةِ. أحذركم من المقارنةِ، من حيث المرتبات أو ما تتقاضاه المهن الأخري.. إن الأشياء لا تعرف بأسعارها لكن هناك ما ليس له سعر قولوا لى بالله عليكم سعر تمثالِ رمسيس. إن العاقلَ يقولُ إن هذا الحجرَ له قيمةٌ، وليس له سعرٌ.. الطبيبُ المصرى أعلي وأعظم من أن يكون له سعر، بل له قيمةٌ قد لا يعرفها الكثيرون".
أوصيكم خيرًا بمرضاكم وخاصةً البسطاء منهم إن لم تستطيعوا أن تقدموا لهم شيئا فلا تحرموهم من ابتسامتكم فقد تمنحونهم بالبسمةِ أملًا فى الحياةِ.. لا تتوقفوا عن التعلمِ ما دمتم علي قيدِ الحياةِ فوفاة مريضٍ من طبيبٍ كفءٍ عالمٍ قتلٌ خطأٌ..أما من الجاهل فهو قتلٌ متعمدٌ.. وشتان شتان بين الأمرين.
إياكم أن تعتقدوا أنكم السبب فى شفاءِ أحدٍ أنكم تجتهدون لكن الشافى الوحيد هو الله عز وجل.. الله يشفي.. والطبيب يتقاضي الأتعاب.. وختتم حديث بقوله: هذا الوطن فضله علينا عظيمٌ.. جميله علينا عميمٌ.. آن الأوان أن نرد بعض الجميلِ لهذا البلدِ العظيمِ مصر.
نتمنى أن يمعن شباب الأطباء وشيوخهم النظر في روشتة طبيب القلوب التي تضع خارطة طريق لأصحاب الحكمة وترسم معالم الطريق لبلوغ الغاية من مهنة تخفيف الأوجاع عن الناس التي حولها البعض إلى تجارة بائسة لا تشبع من المال ولا تكف عن جلد الفقراء برفع أسعار الكشف دون النظر لحاجة الناس وضعفهم.. ويتهربون أحيانًا من دفع الضرائب حق الدولة، ظانين أن السعادة في جمع المال، ناسين أنهم بشر قد يمرضون بنفس المرض الذي يعالجون منه مرضاهم..
السعادة الحقيقية في إدخال السعادة على الناس ومساعدتهم؛ فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.. كل التحية لطبيب القلوب الإنسان ولكل طبيب إنسان!!