في حقيقة مأزق الإعلام والصحافة!
أصاب الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حين قال في حواره مع الإعلامية أمل الحناوي عبر شاشة القاهرة الإخبارية، إن الصحافة الورقية تعاني مخاطر كبيرة، أهمها قلة التوزيع وندرة الإعلانات بعد انصراف القراء عنها، خاصة الأجيال التي نشأت على ثقافة الموبايل والإنترنت؛ حتى بات إعلام السوشيال ميديا يسهم في تشكيل 70% من الرأي العام في العالم العربي.
هذه شهادة مهمة لصدورها من رأس الهرم الإعلامي المصري لكن الحقيقة المؤلمة أن إعلامنا تخلف وتراجع للأسباب التي ساقها كرم جبر وغيرها، ذلك أن ثمة ضعفًا في التدريب والكفاءة الإدارية، وانعدام تناقل الخبرات بين أجيال الصحفيين، ناهيك عن غلبة الصوت الواحد في صحفنا القومية، والابتعاد عن هموم المواطن وتطلعاته، ناهيك عن هشاشة الضوابط في قبول أعضاء جدد وكثر بنقابة الصحفيين أغلبهم بلا تأهيل مناسب، وهو ما نرجو أن يتداركه المجلس بتشكيله الجديد.
ضعف تأثير الإعلام التقليدي بشهادة كرم جبر يفسر لنا لما يحرص الرئيس السيسي في كل مناسبة على إعادة التذكير بأهمية دور الإعلام في مساندة الدولة وتوصيل الحقائق للناس وتبسيط إنجازاتها بلغة يفهمونها.. ورغم ذلك يأتي الأداء الإعلامي- صحافة وتليفزيونًا- دون الطموحات.. وهو ما يجعل إصلاح المنظومة مطلبًا عاجلًا وأولوية قصوى ومهمة ليست من اختصاص الجهات الرسمية وحدها بل ينبغي لنقابتي الصحفيين والإعلاميين أن تبادرا بالتنسيق مع الحكومة لعقد مؤتمر جامع لوضع مشكلات المهنة على الطاولة وسرعة علاجها فنحن لا نملك ترف التأجيل.
ويحدونا الأمل أن يبادر مجلس نقابة الصحفيين بتشكيله الجديد بعقد جلسات لشيوخ المهنة وشبابها يجري فيها حوار هاديء يستمع لكل الآراء وأن يسعى للتفاوض بروح جماعية ورؤية موحدة تقف على أرضية مشتركة جامعة لا مكان فيها للأيديولوجية أو الانتماءات الفكرية أو الحزبية للتفاوض مع الحكومة لتحسين أحوال الصحفيين وأدائهم المهني وتسريع إصدار قانون تداول المعلومات وإتاحة مزيد من التسهيلات لتمكين الصحفي من ممارسة مهماته لتعود الجاذبية والتأثير والمصداقية لصاحبة الجلالة في تشكيل وعي حقيقي يقطع الطريق على أبواق الشر وصناع الفتنة.. فهل تبادر الجهات المعنية بعقد مؤتمر جامع يعالج أوضاع المهنة قبل فوات الأوان؟!