الفوز في انتخابات الصحفيين.. ليس شيكا على بياض!!
مشهد انتخابات الصحفيين الذي أسفر عن اختيار نقيب وستة من أعضاء مجلس النقابة ينطوى على رسائل مهمة عديدة؛ ذلك أنه كان في مجمله عرسًا ديمقراطيًا مارس فيه الصحفيون حريتهم الكاملة في اختيار من يمثلهم دون التفات لأي محاولات من هنا أو هناك للترغيب في اختيار مرشحين حظوا دون غيرهم بمساندة وحفاوة إعلامية في فضائيات يرى البعض أنها ربما كانت سببًا في تصويت عقابي جاء بنتائج غير متوقعة.
ثمة دلالات مهمة ودروس مستفادة ربما لكل من أراد الترشح في النقابات أو التصدى للعمل العام.. حملتها إلينا انتخابات الصحفيين الذين راقبت جمعيتهم العمومية بحكمة وصبر أداء المرشحين، سواءً كانوا أعضاء بمجالس سابقة لم يف بعضهم بوعودهم بل أغلقوا هواتفهم في وجه زملائهم الذين منحوهم عضوية المجلس، ثم تفرغوا هم لحصد مزايا ومكاسب شخصية لهم وللمقربين منهم.. حتى إذا ما دقت ساعة الانتخابات عادوا فجأة ليفتحوا صنبور الخدمات الانتخابية في أوقات الصمت الانتخابي.. لكن محاولاتهم ذهبت أدراج الرياح.. وحصدوا الخسارة.
أول الدروس أن من صوتوا للنقيب وأعضاء المجلس الجدد اختاروا دون اتفاق من يرونه متفرغًا لهمومهم ومطالبهم، رافضين من يجمع بين المناصب الرسمية والنقابية، فحسن الأداء هو الفيصل وليس مجرد الإعلان عن مزايا غيبية أو حتى زيادة بدل التكنولوجيا رغم أهميته الشديدة لكل صحفي يكابد ظروف المعيشة وأعباء الغلاء، حتى لو كان كثير منهم لا يجد إلا هذا البدل ليتعيش منه.
مشهد الختام
وفي النهاية لا يقنع إلا المقنع بالأداء الجاد في خدمة النقابة، فلم تعد الوعود المعسولة تنطلي على أحد بل لابد من جهد وعمل متواصل للنهوض بمهنة تصارع للبقاء في ظل تدهور غير مسبوق وهو ما يعني أن كسب رضا الجماعة الصحفية وتأييدها ومن ثم أصواتها في أي معركة انتخابية ليس بالعمل الهين.. وليس معنى الحصول على تلك الأصوات مرة أنها صارت شيكًا على بياض أو تفويضًا لا نهائي بل إن الجمعية العمومية لا تنسى من يتهاون في حقها وحتما سيأتي يوم للمراجعة والحساب وإعادة التقييم والفرز واستبعاد المقصرين.
الجمعية العمومية للصحفيين كانت ترى وتراقب في صمت وتجري عمليات تقييم أداء ومفاضلة بين مرشحين كان بعضهم أعضاء بمجالس سابقة قدموا وعودًا لم ينفذوها ثم نسوها وعادوا ليفتحوا صنبور الخدمات في أيام الصمت الانتخاب.. وبعضهم مرشحون جدد استشعر الصحفيون جديتهم ورغبتهم الصادقة في تقديم الخدمات أو قدموا برنامج انتخابي واقعي وقابل للتنفيذ ويحقق الحد الأدنى من مطالبهم في ظروف هي الأصعب على المهنة وأصحابها لأسباب يطول شرحها.
مشهد الختام كان حضاريًا يليق بصاحبة الجلالة؛ فالمرشح الذي لم يحالفه التوفيق بادر بتهنئة النقيب الجديد الذي رد عليه بكلمات إيجابية أتمنى أن تبقى وتدوم هذه الروح وأن يحرص خالد البلشي ومجلسه على وحدة النقابة بيتًا لكل الصحفيين، وأن يتحلى بروح الحوار والعقل في التفاوض مع الحكومة للحصول على حقوق الصحفيين سواء في أجور عادلة أو تشريعات تعزز حرية تداول المعلومات أو تعديل قانون النقابة الذي عفا عليه الزمن خصوصا فيما يخص انتخاب أعضاء فوق السن وآخرين تحت السن..
ومواصلة الحصول على مزيد من الخدمات والمزايا التي تليق بأصحاب السلطة الرابعة وأن يخلع الجميع رداء الأيديولوجية أو الحزبية وغيرهما خارج أبواب النقابة حتى تبقى النقابة بيتًا لكل الصحفيين..
مبروك لمن فازوا بثقة الجمعية العمومية للصحفيين.. وحظ أوفر لمن لم يحالفهم التوفيق في انتخابات مقبلة.. ويبقى الشعار عاشت وحدة الصحفيين.