الوجه الواحد والمساعدات المصرية إلى سورية!
ماذا يعني اتصال الرئيس السيسي بالرئيس الأسد عقب الزلزال؟ هل هو المعنى المباشر الأول بتقديم العزاء في الضحايا؟ ام أن في المشهد معنى آخر يتكامل مع وصول الطائرات المصرية إلى مطار دمشق دون أي مطار آخر؟! وماذا يعني وصولها قبل الإعلان هنا وهناك عن ضرورة تجنيب العقوبات علي سورية وتقديم الجانب الإنساني؟!
المعاني المباشرة الأولى في المشهد صحيحة.. نعم في الأمر تقديم التعازي وتقديم الإنساني عما سواه.. وهكذا كان حال الاتصال بأردوغان.. لكن عفوا.. أردوغان لا تحاربه عدة دول.. ولا يطارده تربص من هنا ومن هناك.. ولا توجد علي أرضه قوات لا شرعية لوجودها.. ولا توجد علي أرض أردوغان قوات بغير رضا الحكومة الشرعية..
ومن هنا كانت الرسالة المصرية واضحة.. صريحة.. لا لبس فيها ولا غموض.. تتسق مع مواقف مصر عامة.. ومن موقفها ضد الإرهاب خاصة.. ومن الرئيس الأسد علي خصوص الخصوص وبما يعني أن مصر مع الشرعية.. الرئيس الأسد هو ممثل الشعب السوري.. والوصول إلى المناطق المنكوبة يجب أن يكون من دمشق العاصمة السورية.. لا من مطار قريب أو من الأراضي التركية ولا غيره..
ولم يكن الوصول إلى دمشق أولا علي سبيل الترانزيت.. إنما دلالة علي موافقة العاصمة علي توزيع المساعدات وذهابها إلى المناطق المتضررة! هذا يتسق - والذكرى تنفع المؤمنين - مع بقاء مقعد سورية حاليا في القمة العربية التي عقدت بشرم الشيخ مارس 2015 ورفض مصر الصارم علي تمثيل سورية من المعارضة رغم كافة المطالب وقتها..
ويتسق مع استقبال مصر اللواء علي المملوك رئيس دوائر الأمن السورية الرجل الثاني هناك.. يتسق مع مشاركة الفنانيين المصريين في أغلب الفعاليات والمعارض في البلد الشقيق ويتسق مع اللقاءات الودية بين مسئولين مصريين وسوريين في الأمم المتحدة تحديدا. ويتسق مع وجود السفارة الشقيقة تعمل في القاهرة علي أنشط ما يكون ويتسق مع طلب الرئيس زيادة المساعدات المقدمة إلى سورية!
هنا القاهرة.. هنا مصر العربية.. حيث شرف السياسة ذات الوجه الواحد!