رئيس التحرير
عصام كامل

الأحزاب والأسعار !

106 أحزاب في مصر تقريبا - وتقريبا هذه دليل المأساة- كلها من المفترض، وكما يشير الدستور والنظام السياسي المصري وكما يقول قانون الأحزاب تسعي للوصول إلي حكم البلاد.. بالطريق الشرعي الديمقراطي من خلال مرشح رئاسي أو أغلبية برلمانية أو كليهما..

 

وعملية كتلك لا ولن تتم بالدعاء والابتهال إلي الله ولا بالأمنيات إنما بالعمل الجاد والحقيقي بين المصريين للحصول في الأخير علي احترامهم ثم دعمهم وتأييدهم، وأخيرا علي أصواتهم.. وبعيدا عن الفرق بين النظري والواقعي في السطور السابقة..  

 

وبعيدا عما تعرضت له الأحزاب من تفتيت وتفكيك قبل 2011 وهو ما يحتاج إلي دراسة شاملة لبحث معوقات التعددية والعمل الحزبي في مصر، لكن نندهش أن أمارة واحدة لا تستطيع أحزابنا تقديمها هي في الأصل واجب سياسي واجتماعي وأهلي وخيري وضروري علي أي وصف كان، وهو التصدي مع الشعب ومع أجهزة الدولة  لوحش الغلاء الذي ينهش بلا رحمة في دخول الأسر المصرية وبالتالي في استقرارها وسعادتها.. 

 

وكما وجهنا اللوم لبعض المؤسسات وطالبنا مرات بعودة التسعيرة الجبرية نسأل الآن: ماذا تفعل قيادات الأحزاب الآن؟ أين مقراتها ؟! ماذا تفعل في مقراتها ؟! ولا حزب واحد استطاع ذبح -عفوا يعني- عجل واحد وبيعه -ولا نقول توزيعه مجانا علي الفقراء- بأسعار أقل من الجزارين بفارق -فارق- كبير وملموس حتي لو لم يعد علي الحزب من ذلك أي عائد اللهم إلا إرضاء الناس؟! 

 

ألا يوجد حزب واحد له كوادر تستطيع تحويل مقرات لها لمعارض للسلع، تلغي فيه أي هامش لأي ربح وتبيع السلع للناس بتكلفتها بأسعار الجملة؟! هل الانحياز للجماهير طنطنة وشعارات أم حركة علي الأرض؟! 

 


الأحزاب الشعبية الحقيقية التي لها أرضية ولو تاريخيا في مصر قليلة.. هي التجمع والناصري والوفد.. بغض النظر عن دورها وفاعليتها الآن، لكننا نتحدث عن الجذور والوجود السياسي الحقيقي أو حتي الافتراضي.. خصوصا التجمع والناصرى من أصحاب التوجه المنحاز للعدل الاجتماعي.. إذ عليها التزام أخلاقي تجاه المواطن ونأمل أن نراها بأسرع وقت علي خط الأزمة!

الجريدة الرسمية