خمسة مبدعين مصريين في قائمة البوكر العربية
بوكر الرواية العربية هي جائزة سنوية تمولها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وهي واحدة من أبرز الجوائز في مجال الرواية العربية؛ فقيمتها المادية كبيرة، تبلغ نحو 110 آلاف دولار أمريكي، 50 ألفًا للفائز و10 آلاف دولار لكل عمل روائي وصل للقائمة القصيرة للجائزة.
قبل أسبوعين جرى الإعلان عن القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية البوكر، وتقدمت لها 16 رواية، بينها 5 روايات لمبدعين مصريين، وهم:أحمد الفخراني بروايته بار ليالينا، ورواية عصور دانيال في مدينة الخطوط لأحمد عبد اللطيف، ورواية الكل يقول أحبك لمي التلمساني، وأيام الشمس المشرقة لميرال الطحاوي، والانتكخانة لناصر عراق.
وصول الروائيين المصريين الخمسة للقائمة الطويلة للجائزة، مؤشر لا تخطئه عين على أن قوانا الناعمة لا تزال بخير، وأن قريحة الإبداع لا تنضب عند المصريين بل تتجدد حتى في زمن السوشيال ميديا والفضاء الإلكتروني، الذي خلق عادات واهتمامات جديدة لدى الأجيال وشغلها بل ألهاها عن صحبة الكتاب خير جليس في الزمان، وعاء الحكمة ومعين الثقافة وزاد المعرفة وخصوصًا الكتاب الورقي الذي ولي عهده بعد أن أدى واجبه على مدى عقود بل قرون.
اهتمام الشباب بالروايات
اللافت في أمر وصول الشبان الخمسة للقائمة النهائية للبوكر العربية أن الأدب لا يزال رغم إغواءات العصر في صدارة اهتمامات الجيل الجديد، الذي ظنناه غارقًا في عالم افتراضي؛ لكن خالف ظننا وتصدرت الرواية اهتماماته و اهتم برصد الواقع والتعامل الأدبي معه، لإثراء المحتوى الثقافي.
الرواية - كما تعلم عزيزي القارئ- هي ديوان العصر وقد تربعت على عرش الأدب لزمن طويل ذلك أنها أكثر تسلية وإمتاعًا وجاذبية وسلاسة لغوية قادرة على اقتحام القلوب وجذب الأذهان.. وانظر مثلًا لكتابات عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ صاحب نوبل، وكيف يستولى على اهتمامك حين تعكف على قراءة إحدى رواياته مثلا..
فلا تتركها إلا وقد وصلت لآخر سطورها في متعة وشغف، يأخذانك من سطر إلى سطر ومن صفحة إلى صفحة حتى تصل لمنتهاها دون أن تشبع منها، فتعيد قراءاتها المرة تلو الأخرى، فتثري ثقافتك وتوسع مداركك وتكسبك خبرة من تجارب شخصوصا..
فكلما قرأت رواية كأنك عشت تجربة جديدة مع شخوص من لحم ودم تحلق معهم في أحلامهم وتشقى لشقائهم وتسعد لفرحهم وتصير وكأنك واحد من شخوص هذه الرواية أو تلك.. من منا لا يذكر مثلا الثلاثية التاريخية: عبث الأقدار رادوبيس وكفاح طيبة أو القاهرة الجديدة أو خان الخليلي وزقاق المدق والسراب وبداية ونهاية، وثلاثية القاهرة بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية، واللص والكلاب.. وغيرها من إبداعات كاتبنا ومبدعنا الكبير.
وليس جديدًا أن تكون الأسماء الروائية المصرية حاضرة في القائمة الطويلة والقصيرة للبوكر العربية، فقد سبق وفاز بها الكاتب بهاء طاهر ويوسف زيدان في 2008 و2009، ومن وقتها لم يفز بها أي كاتب مصري ونتمنى أن تكون هذا العام من نصيب مبدعينا.