وصفةَ الصندوق للطبقةَ المتوسطةَ
لا شكَ أن الغلاء الذى أصابنا مؤخرا كان قاسيا ليس فقط على أبناء الطبقات الفقيرة وحدهم، وإنما اتسع تأثيره على أبناء الطبقةَ المتوسطة، الذين كانوا يجاهدون للاحتفاظ بمستوى معيشى مناسب.. فهذا الغلاء لم يقتصر على السلع الغذائية فقط وإنما شمل كل السلع المتداولة في الأسواق خاصة بعد التخفيض الذى جاوز المائة في المائة للجنيه المصرى.. وبالطبع إجراءات الحماية الاجتماعية لا يستفيد منها أبناء الطبقة المتوسطة، وبالتالى لا يجدون ما يحتاجونه من عون لتقليل ضغوط الغلاء عليهم..
وعندما طرح هذا الأمر صحفيا على أحد مسئولى صندوق النقد الدولى اقترح استخدام سلاح الضرائب لتخفيف ضغوط التضخم على أبناء الطبقة المتوسطة، من خلال زيادة حدود الإعفاء الضريبى، وهو ما سوف يترجم إلى زيادة في دخولهم.. لكن في المقابل فإن قدرة الحكومة على زيادة حدود الإعفاء الضريبى محدودة نظرا لأنها تريد الحفاظ على مواردها الأساسية لا تتبدد حتى لايزيد العجز فى موازنتها، خاصة وأنها تكفلت بأعباء إضافية نتيجة مواجهةَ البنك المركزى التضخم بزيادة معدل الفائدة، فهى أكبر مقترض من البنوك.
وهذه القدرة الضعيفة جعلتها تعزف عن تقديم دعم مباشر لأبناء الطبقة المتوسطة وتكتفى فقط بتوفير سعر مناسب للخبز لأبناء الطبقة المتوسطة وذلك بعد أن غالى أصحاب المخابز في زيادة سعر الخبز غير المدعوم.. لذلك فإن وصفة الصندوق لدعم أبناء الطبقة المتوسطة الذى يقترحه يظل محدود التأثير، وبالتالى ستبقى معاناتهم من الغلاء موجودة..
والحل الناجح هو السيطرة على الغلاء من خلال تطهير الأسواق من الاحتكارات التى استثمرت ارتفاع الأسعار العالمية للمغالاة في معدلات رفع أسعار كل السلع والخدمات في البلاد بلا استثناء، وحتى بعد أن هدأ ارتفاع الأسعار العالمية للنفط والغذاء لم تهدأ الأسعار عندنا لأنه عمر مازاد ينخفض ثانى عندنا!