الإحباط والمونديال!
الإحباط فرض نفسه على كثيرين بعد هزيمة فريق الأهلي لكرة القدم من فريق ريال مدريد.. فقد كانت الآمال قد انتعشت بقوة في وصول الأهلي لنهائي المونديال خاصة بعد نجاح فريق الهلال السعودى في تحقيق ذلك قبلها بيوم.. لكن أرجو ألا ينسينا هذا الاحباط حقيقة مهمة لا تقتصر على منافسات كرة القدم وحدها أو حتى كل المنافسات الرياضية وإنما تفرض نفسها على حياة البشر في شتى المجالات.
وهذه الحقيقة هي أن بلوغ الأهداف يتحقق لمن يملك الإمكانيات والقدرات اللازمة لذلك.. واعتقد أنه كان معروفا لنا جميعا من قبل أن ثمة فارق في القدرات الفنية والامكانيات البدنية بين فريقى ريال مدريد والأهلي قبل أن يخوضا مباراتهما ليلة أمس..
صحيح أن لكل قاعدة استثناء وهذا ما كنا نتمنى حدوثه أمس ويتحقق فوز الأهلي ليصعد مع فريق الهلال السعودي لنهائي مونديال الأندية مراهنين على الروح القوية والرغبة الجارفة لتحقيق ذلك ليكون نتائج المونديال هذه المرة عربى خالص بين ناديين عربيين وعلى أرض عربية.. لكن الاستثناء الذي كنا نتمناه لم يتحقق ليلة أمس للأسف الشديد.. وحتى إذا تحقق فإنه كان سيظل استثناءا غير قابل للتكرار دوما، وإذا صادف وتكرر سيبقى استثناءا أيضا!
لذلك يجب ألا نعيش طويلا في هذا الإحباط ما دمنا عرفنا سبب عدم بلوغنا أمانينا في الفوز على فريق ريال مدريد الذي يتصدر كل أندية العالم الآن.. وعلينا أن نهتم بمضاعفة قدراتنا وزيادة إمكانياتنا ليس في مجال كرة القدم والرياضة وحدها وإنما في كل المجالات لننهض باحوالنا ونرفع من جودة حياتنا في مواجهة التحديات العديدة التي تواجهنا.. فهذا هو السبيل الوحيد للارتقاء والتقدم.. أي يجب علينا أن نراهن على القاعدة التي تحكم حياة البشر وليس على الاستثناء الذي يحدث أحيانا ومع ذلك لا يغير من تلك القاعدة التى ستظل فاعلة بشكل دائم.. وقد قيل قديما أن الاستثناء يؤكد القاعدة ولا يلغيها.