خواطر عن الكفاءة الصحفية!
تناول العلاقات بين الدول من قبل الصحافة والإعلام يحتاج دوما قدر لا بأس به من الحكمة والرصانة حتى لا تتضرر هذه العلاقات.. طبعا لا توجد علاقات بين الدول لا تخلو من الخلافات بل والمشاكل والأزمات التى تسبب صداما بينها، لكن يبقى من الضرورى عدم صب الزيت على النار حتى لا تزيد نيران الخلافات اشتعالا وتتفاقم الأزمات بين الدول.
وبالحكمة والرصانة يمكن الصحفى والاعلامى أن يؤدى واجبه المهنى بنشر وإذاعة المعلومات والحقائق دون أن ينزلق إلى قول ينفخ في نيران المشاكل أو الأزمات.. وهنا تبرز أهمية الكفاءة والمهنية.. أما عندما تفتقد تلك الكفاءة المهنية فإنه يفتقد الحكمة والرصانة في تناول علاقات الدول.. ولعل ذلك ما كان يقصده صاحب ومخترع نصيحة إعطاء الخبز لخبازه أى إتاحة كل عمل للمتخصص والأكثر كفاءة به..
كما أن السيدة فاطمة اليوسف لها نصيحة شهيرة للصحفى وهى أن يجرح دون أن يسيل دما.. أى يتصدى بقوة وشجاعة إلى موضوع أو أمر دون أن يقع في خطأ قانونى أو حتى إنساني.
خلاصة الأمر هو أن المهارة والكفاءة تحمى وتقى الصحفى والاعلامى من الوقوع في خطأ قانونى أو صحفى وإعلامي.. فليس بالسباب والشتائم يمكن كسب القضايا، بل على العكس تماما فإن صاحب الحق يخسر حقه بالانزلاق إلى بحر السباب والشتائم.
وإذا كان تاريخ الصحافة والإعلام شهد استخدامها لأغراض سياسية أوتحديدا في إدارة العلاقات بين الدول فإن من يراجع وقائع ذلك سوف يكتشف بسهولة أن من النجاح الذى تبرزه بعض هذه الوقائع كان مرهونا دوما بالاستعانة بالأكفاء بعد اقتناعها بما تكتب أو تتحدث عنه..
وبالطبع ما بين الإشادة المبالغ فيها وغير والسب والقذف هناك التناول الموضوعى والحكيم والرصين للأمور والقضايا في علاقات الدول بعضها البعض الذى يعرف اصحابه أن علاقات الدول ليست وردية دائما وليست متأزمة في كل الاوقات مازالت تعكس حوارا بين مصالح مختلفة قد تتوافق احيانا وقد تختلف احيانا أخرى.. والحكمة والرصانة تحمى دوما المصالح الوطنية.