هل تقلد الحكومة منتدى الشباب؟!
حسنا فعلت إدارة منتدى شباب العالم حينما قررت عدم إقامة النسخة الخامسة للمنتدي في صورته المعتادة من خلال التجمع معا في مدينة شرم الشيخ واستبدالها بمبادرات ومشروعات مختلفة ومتنوعة، وتمويلها بما توفر من أموال الرعاة، وذلك مراعاة لظروف الأزمة الاقتصادية..
فهل تحاكي الحكومة إدارة منتدى شباب العالم وتقرر أن تتخذ اجراءات واضحة ومباشرة لوقف بعض الواردات لفترة من الوقت، عاما أو عامين؟ نتخلص خلاها من الفجوة التمويلية من النقد الأجنبى ونحمى الجنيه من مزيد من الانخفاض يترجم فورا إلى زيادة فى معدل التضخم وارتفاع في مستمر في الأسعار تآكلت قدرة الأغلب الأعم من المصريين على تحمله؟!
نعم لقد اتخذت الحكومة إجرءات تقشفية لتخفيض انفاقنا من النقد الأجنبي كان أهمها تأجيل تنفيذ مشروعات جديدة فيها مكون أجنبي، والبنك المركزى يفرج الآن عن السلع المستوردة من الجمارك طبقا لخريطة أولويات، لكن حتى الآن ما زال الباب مفتوحا على مصراعيه أمام المستوردين لجلب مزيد من الواردات من الخارج، بعضها يمكننا الاستغناء عنه لبعض الوقت مثل الأثاث ولعب الأطفال وأدوات التجميل والملابس الجاهزة والاحذية، بل وحتى بعض أنواع السلع الغذائية كالمكسرات وأصناف الجبن المطبوخ..
ويمكن للحكومة أن تراجع قوائم وارادتنا من الخارج وتتخذ قرارا شجاعا بوقف استيراد ما هو ليس بالضرورى ونكتفى فقط باستيراد الغذاء الضرورى والدواء المهم ومستلزمات الانتاج.. ولن تجد الحكومة معارضة من منظمة التجارة العالمية لانها تسمح بذلك للدول في وقت الأزمات، ونحن في أزمة عالمية وليست مصرية فقط يعرفها القاصى والدانى بل ويتعرض لتداعياتها.
إذا فعلت الحكومة ذلك سوف توفر عدة مليارات من الدولارات وتخفض بحق فجوة التمويل الدولارية ولن يجد البنك المركزى نفسه مضطرا للعودة للاعتماد على الأموال الساخنة مجددا كما بدأ يفعل مؤخرا رغم الإدراك بخطر ذلك.