مضاربات سياسية على الجنيه!
عرفنا السوق السوداء للعملة عدة مرات من قبل في السنوات الماضية.. وعانينا بشدة من المضاربات فيها على سعر الجنيه والتي راكمت أرباحا ضخمة حرام لعدد من تجار العملة.. بل عانينا أيضا من قيام بعض تجار العملة في تأسيس شركات لتوظيف الأموال بددت مدخرات عدد كبير من أبناء الطبقة المتوسطة بمساعدة صحفيين ومسئولين ورجال دين أيضا.. لكننا لم نعرف المضاربات السياسية على العملة الوطنية إلا هذه الأيام فقط.
فإن المنابر الإعلامية للإخوان انخرطت في حملة منظمة وممنهجة تستهدف النيل من قيمة الجنيه والهبوط به إلى الحضيض لتوجيه ضربة مؤلمة للاقتصاد المصرى تربك وتضعف النظام السياسي بغية تغييره واستعادة الإخوان للحكم.. فهم لا يكفون عن إطلاق التوقعات السيئة حول سعر الجنيه، وترديد الشائعات والاكاذيب حول ما يعتزمه البنك المركزى من اتخاذ قرارات واجراءات تزيد من انخفاض الجنيه، بل إنهم أقاموا مناقصة لسعر الجنيه يتبارون فيها فى الهبوط بسعره إلى اقصى مدى!
وهذه أول مرة يحدث ذلك فى مصر.. فما يحرك السوق السوداء للعملة ليس أمورا اقتصادية ناجمة عن نقص في النقد الأجنبى جعل الجهاز المصرفى لا يلبى الطلب عليه، أو حتى أمورا نفسية ناجمة عن المناخ الذي يصاحب عادة أزمات نقص النقد الأجنبى والتى خبرناها من قبل وعانينا منها كثيرا..
وإنما أضيف إلى ذلك كله عملا إعلاميا مخططا وممنهجا من قبل إخوان الخارج للنيل من الجنيه والهبوط به لدفع الناس لان تنتفض غاضبة بسبب تداعيات ذلك على مستوى معيشتهم وزيادة الضغوط المعيشية عليهم.. ولذلك فإن مواجهة السوق السوداء للعملة لا تحتاج الآن مواجهة اقتصادية وأمنية فقط وإنما تحتاج أيضا لمواجهة سياسية تقوم بها وجوه مقبولة من الناس ولديها مصداقية بينهم.