رئيس التحرير
عصام كامل

المصري للتأمين يرصد مزايا وتحديات تغطية محطات الطاقة المتجددة

محطات طاقة شمسية
محطات طاقة شمسية

كشف الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية أن أحداث الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ أدت إلى تهديد البنية التحتية لمشروعات مصادر الطاقة المتجددة، واستجابة لذلك ظهرت الابتكارات في قطاع التأمين لتغطية تلك المشروعات.

ويتعرض الناتج المتولد من الطاقة المتجددة لتقلبات شديدة نتيجة لتقلبات الطقس، مثل تعرض مزرعة لتوليد الطاقة من الرياح لخطر انخفاض سرعة الرياح، ومواجهة محطة الطاقة المائية لخطر الجفاف أو تعرض محطة الطاقة الشمسية لنقص ضوء الشمس، وهي المخاطر الرئيسية التي تؤدي إلى انخفاض الإنتاج. 

محطات الطاقة المتجددة

ويأتي بالإضافة إلى أحداث الكوارث الطبيعية نتيجة لتغير المناخ وهو خطر محتمل آخر على البنية التحتية مما يتسبب في آثار كبيرة على الإنتاج في صناعة الطاقة المتجددة.

ويتعين على صناعة الطاقة المتجددة أن تحمي وتهيئ نفسها لتغير المناخ وتقلبات الطقس لحماية أرباحها على المدى الطويل، ومما لا شك فيه أن النمو السريع في صناعة الطاقة المتجددة، والطبيعة المتغيرة للمخاطر التي تواجه هذه الصناعة، وحقيقة أن التأمين غالبًا ما يكون شرطًا مسبقًا لتوفير تمويل مشروعاتها يعني أنه قد تكون هناك حاجة متزايدة للتأمين.

نقل مخاطر مشاريع الطاقة المتجددة 

يتم نقل مخاطر مشاريع الطاقة المتجددة من خلال التأمين خلال مرحلتي البناء والتشغيل: 

  1. تأمين مرحلة بناء المشروع 

عادة ما تكون التغطيات التأمينية التالية سارية في مرحلة بناء المشروع

  • جميع مخاطر البناء (CAR) والتأخير في بدء التشغيل (DSU).
  • نقل البضائع / المعدات البحرية 
  • تأمين مسؤولية المالك.
  • تأمين مسؤولية المقاولين.
  • تأمين مسؤوليات رب العمل.
  • تأمين المسؤولية البيئية.
  • مسؤولية تلوث الموقع (ESL).
  • مسؤولية المقاولين عن التلوث (CPL).
  • المسؤولية المهنية / الأخطاء والسهو.

- تأمين مرحلة تشغيل المشروع

 

 التغطيات التأمينية المطبقة خلال المرحلة التشغيلية لمشروع الطاقة المتجددة 

  • التأمين ضد جميع أخطار الممتلكات، ويشمل:
  • تغطية الأضرار التي تلحق بالممتلكات وتعطل الآلات.
  • تمديد عقود التشغيل والصيانة.
  • تأمين انقطاع الأعمال 
  • تأمين المسؤولية العامة التجارية، والذي يشمل:
  • تغطية المسئولية المدنية قبل الغير.
  • تغطية الامتثال لجميع متطلبات العمليات وعقود الإيجار والتصاريح.
  • تأمين مسؤوليات رب العمل.
  • تأمين المسؤولية البيئية.
  • تأمين مسؤولية المديرين والمسؤولين (D&O).
  • تأمين التحوط ضد تقلبات الطقس، والذي يعوض خسارة الإيرادات الناتجة عن نقص الرياح أو أشعة الشمس.

التحديات التي تواجه التأمين على الطاقة المتجددة

تواجه مشاريع الطاقة المتجددة مخاطر مختلفة طوال دورة حياتها. ويمكن أن يؤدي هذا التعرض المستمر للمخاطر إلى تعقّد البيئة التي تعمل بها صناعة التأمين والحاجة إلى توفر المعرفة والفهم لدى جميع الأطراف المعنية من المطورين والمقاولين إلى المستثمرين وشركات التأمين. 

ويواجه التأمين على الطاقة المتجددة بعض التحديات خاصة في مراحل المشروع التالية:

تمويل المشروع: يعتمد توليد الطاقة المتجددة على الموارد الطبيعية التي لا يمكن السيطرة عليها من قبل النشاط البشري مما يحد في بعض الأحيان من استخدامها أو كفاءتها. فيمكن أن تؤدي تقلبات الرياح، ونقص الموارد المائية، ونقص الإشعاع الشمسي، وتقلب الطلب بسبب اعتدال فصل الشتاء، وما إلى ذلك، إلى تقلب الإيرادات. وبسبب تلك التقلبات، غالبًا ما يعتبر المستثمرون المشاريع المتجددة محفوفة بالمخاطر إلى حد ما ويمكن أن تواجه صعوبة في توفير التمويل اللازم للمشروع.

تأخر بدء التشغيل: تمثل الاضطرابات والتأخيرات وتوقف الأعمال الناتجة عن التقلبات المناخية (الرياح والطقس العاصف، وما إلى ذلك) تعرضًا كبيرًا للمخاطر بالنسبة لمشاريع الطاقة المتجددة. وتبدو هذه المشكلة أكثر حدة بالنسبة للمشروعات البحرية التي تواجه تحديات خاصة تتعلق بالبيئة البحرية العنيفة. 

ولكن يمكن هيكلة تغطية التأمين المعياري بحيث يتم دفع التعويض عندما تصل الظروف الجوية إلى مستوى معين من شأنه إعاقة بدء التشغيل - مما يوفر للمطورين اليقين بشأن توافر السيولة للمساعدة في تغطية التكاليف الإضافية الناتجة عن تأخر بدء التشغيل.

نقص البيانات التاريخية: أثبتت تغطية المخاطر الطبيعية التي يتعرض لها قطاع الطاقة المتجددة في البحر أو على الأرض أنها تمثل تحديًا للتأمين التقليدي. وذلك نظرًا للافتقار إلى بيانات المطالبات التاريخية 

أما بالنسبة للتأمين المعياري فقد أدى التقدم التكنولوجي المتعلق بالإبلاغ عن الكوارث الطبيعية والكشف عنها إلى تحسين قدرات الاكتتاب بشكل كبير. 

لذا يوفر التأمين المعياري وسيلة لسد الفجوات في سوق التأمين التقليدي على الطاقة المتجددة. مما يتيح حماية أفضل للمشروعات من تغير المناخ.

و على عكس التأمين التقليدي للطاقة المتجددة، والذي يعتمد على إجراءات مطولة لتقييم الخسارة، يدفع التأمين المعياري التعويضات عند وقوع حدث محدد مسبقًا (مثل الفيضانات، والأعاصير، والزلازل، وما إلى ذلك) وفقًا لمًعامل أو مؤشر محدد مثل هطول الأمطار أو سرعة الرياح. 

 

لذا تحتاج مزرعة الرياح أن تشتري تأمينًا على الطاقة المتجددة كجزء من الشروط التي تحددها الأطراف الممولة وكإثبات لأن الموقع الجديد سيتم تغطيته تأمينيًا في حالة خسارة الإيرادات نتيجة لنقص موارد الرياح. ولكن لا يوفر السوق التقليدي تغطية لنقص أو زيادة الرياح، وبالتالي يجب على الشركة إيجاد حل بديل لمواصلة البناء.

الحل المعياري: تختار مزرعة الرياح وثيقة معيارية ثنائية الشروط بحيث تحصل على تعويض عندما لا يفي توليد الطاقة بالحدود المتفق عليها مسبقًا، أو عندما يتجاوز الإعصار سرعة رياح معينة في الموقع الذي تتواجد فيه أصول المزرعة. ويساعد السداد السريع للتعويضات على استمرارية الأعمال ويضمن توازنًا اقتصاديًا تجاه جميع الأطراف الممولة. يتم رصد التعرض للموقع البحري في الوقت الفعلي من خلال بيانات الأقمار الصناعية. ويتم تصميم الوثيقة بدقة وفقًا لموقع مزرعة الرياح، وشدة التعرض، والتكنولوجيا المستخدمة لإدارة التوربينات، ويتم تصميمها بناءً على البيانات التي تم جمعها لعقود من الزمن مما  يقلل من مخاطر المشروع وضمان تحقيق المزيد من الأرباح.

مزايا التأمين المعياري 

- دعم فجوة الحماية

يغطي التأمين المعياري الأضرار غير المادية الناتجة عن توقف  الأعمال  وهو ما لا يفعله التأمين التقليدي. فيغطي الخسائر المالية عندما يكون إنتاج الطاقة أقل من المتوقع. دون أن ترتبط هذه الخسارة بالضرورة بأي ضرر مادي لأصول مشروع الطاقة المتجددة نفسه.

- الشفافية والسداد السريع

يتم دفع التعويضات استنادا إلى قيمة مؤشر مثل ناتج الطاقة المتجددة النموذجي. وتستند قيمة التعويض إلى البيانات المقدمة من مصدر خارجي مستقل، ويتم حساب مبلغ التعويض وفقًا للحد الأدنى المتفق عليه مسبقًا. مما يجعل خيارات التغطية واضحة وموضوعية وبالتالي يسمح بتسوية المطالبة على الفور عند تفعيل عقد التأمين. وبذلك يخفف إلى حد كبير من عبء إثبات الخسارة الملقى على كاهل العميل. على عكس التأمين التقليدي، لا توجد عملية تقدير الخسائر وبالتالي تكون التسوية أسرع..

- الحد من التقلبات

من وجهة نظر المستثمرين، يضمن التأمين المعياري بشكل فعال الحد الأدنى من الإيرادات اللازمة للاستثمار في الطاقة المتجددة بغض النظر عن تقلب المناخ، بحيث يمكن للمقرضين تقدير إيراداتهم المتوقعة بثقة أكبر. كما  يعزز التأمين المعياري من قدرة المشروع على تحمل تقلبات الطقس، ويؤمّن ويثبت التدفق النقدي وتدفق الإيرادات للمشروع.

التحديات التي تعوق اعتماد التأمين المعياري على نطاق أوسع

- ضعف الوعي أو التثقيف 

على الرغم من أن مفهوم التأمين المعياري موجود منذ عقود، إلا أن استخدامه الأساسي كان في مجال إعادة التأمين و سندات الكوارث. وما زال العديد من العملاء غير مدركين لأهمية التأمين المعياري.

ففي حين أن وثائق التأمين التقليدية القائمة على التعويض مصممة لتعويض حاملي وثائق التأمين عن الخسارة، فإن التأمين المعياري يدفع المطالبات بناءً على مقاييس معينة للأحداث. هذا الاختلاف الجوهري يجعل التأمين المعياري غير مألوف لدى عملاء التأمين التقليدي. 

وفي حين تتوفر الخبرة لدى وسطاء الجملة وسماسرة سوق لندن لديهم في مجال التأمين المعياري، فإن الوعي يبدو أقل بين وسطاء التجزئة الذين يتعاملون مباشرة مع العملاء. إن جعل وسطاء التجزئة على دراية كافية بالتأمين المعياري وعلى دراية بالمنتجات لبيعها للعملاء يمثل تحديًا وأولوية للشركات التي تبيع التأمين المعياري من خلال الوسطاء.

كما يعد رفع مستوى الوعي والتثقيف بالتأمين المعياري تحديًا أكبر وأكثر تكلفة بالنسبة للمنتجات المعيارية التي لا يتم بيعها من خلال الوسطاء، ولكن يتم بيعها مباشرة للعملاء. حيث تتطلب زيادة الوعي حملات إعلانية باهظة الثمن أو قنوات توزيع بديلة (مثل التأمين الضمني).

 

المخاطر الأساسية والبيانات المحفّزة 

غالبًا ما يُشار إلى المخاطر الأساسية، وهي الفرق المحتمل بين الخسارة المالية التي يتعرض لها حامل الوثيقة والتعويض الذي يتلقاه من شركة التأمين، باعتبارها أحد عيوب التأمين المعياري. وبما أن المدفوعات تعتمد على معايير الحدث وليس الخسارة نفسها، فقد يتلقى العملاء مدفوعات لا تعوضهم بالكامل عن الخسارة المتكبدة. (ومع ذلك، فالمخاطر الأساسية توجد  أيضًا في وثائق التأمين التقليدية، والتي تتميز بخصومات وحدود واستثناءات تؤدي إلى أن تكون التعويضات أقل من خسارة العميل).

كلما توفرت البيانات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بخسارة حاملي الوثائق كلما زادت فاعلية وثائق التأمين المعياري- حيث تقل المخاطر الأساسية إلى الحد الأدنى-، ويعتمد هذا على توافر بيانات دقيقة  تعكس كيفية تأثير الحدث على العميل.

و قد أدى التقدم التكنولوجي إلى توافر مثل هذه البيانات التي تقيس بعض المخاطر ( كالأقمار الصناعية والرادارات التي تقيس علامة المياه العالية للفيضانات)، ولكن هناك مخاطر أخرى كالبَرَد، يصعب قياسها  وفي بعض الأحيان، يتم  تثبيت أجهزة الاستشعار في موقع العميل كحل لنقص البيانات عالية الجودة. وقد كان هذا مكلفًا في الماضي، ولكن يجري الآن تطوير حلول منخفضة التكلفة.

- توافر البيانات الموثوقة

في بعض الأحيان قد يكون من الصعب الحصول على بيانات موثوقة ومتسقة، مع الأخذ في الاعتبار انخفاض جودة أجهزة تسجيل الطقس في بعض الدول وخاصة الدول النامية.

ايمانًا بأهمية الطاقة المتجددة والتزامًا بالحفاظ على بيئة مستدامة من خلال تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة دعا الاتحاد المصري للتأمين إلى: 

- تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الطاقة النظيفة مع التركيز على إنتاج مشروعات مستدامة وذلك حفاظًا على الكوكب للأجيال القادمة.

- تشجيع شركات التأمين بإصدار منتجات تأمينية لتغطية مصادر الطاقة النظيفة والآلات التي يتم استخدامها لتوليد الكهرباء من تلك المصادر التزامًا بالحفاظ على بيئة مستدامة من خلال تطبيق المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة. 

- يعمل التأمين المعياري بالفعل على حماية الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، مما يثبت أن هناك طريقة للعمل مع الطبيعة وليس ضدها وهو بالتأكيد الطريق الأكثر استدامة للمستقبل.

- ضمان توافر إمدادات الطاقة النظيفة لتلبية احتياجات التنمية المستدامة للدولة من خلال الاعتماد على مزيج أكثر تنوعًا للطاقة والاستثمار المباشر. 

- تحقيق الاستدامة التقنية والمالية لقطاع الطاقة: ضمان إمدادات كافية من المصادر المتنوعة التي يمكن استخدامها لتوصيل الطاقة، وتحقيق الاستدامة المالية من خلال القدرة على تمويل البنية التحتية اللازمة وتكاليف التشغيل من خلال ضمان دخل كافٍ لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في جميع العمليات.

- تقديم المساعدة التدريبية اللازمة للجهات المسؤولة والشركات، وذلك لتسريع الانتقال الي الطاقة النظيفة.

- بالإضافة الى ما سبق، يدعو الاتحاد إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان أن يحقق مؤتمر الأطراف العدالة المناخية المأمولة لأفريقيا والدول النامية. ولذلك تتجه أنظار العالم إلى المؤتمر من خلال التمثيل الدولي ومشاركة العديد من الدول في المؤتمر. 

الجريدة الرسمية