مناخوليا.. احتكار الأرز
غريب أمر المصريين.. فى الوقت الذى تحاول فيه الدولة أن تخفف من أعباء المواطنين نجد بعض من المواطنون أنفسهم يحتكرون بعض السلع ليعكننوا على أم مواطنين آخرين.
منتهى المناخوليا الاستهلاكية التى إذا ما فكرت فيها ولو لدقائق ستأخذك إلى هنا.. حيث عنبر العقلاء داخل سرايا المجانين.. لكنك لن تجد داخل عنبرنا ما يشغل ذهنك أو يعكر صفوك لأنك ببساطة لن تجد هنا ما يمكن أن تفكر فيه.. فداخل عنبرنا لا نبيع ولا نشترى ولا ندرك الفرق بين الأرز والشعير ولا بين بيض الفراخ ولا بيض العصفور
أما خارج عنبرنا وبعيدا عن سور سرايتنا الصفراء فهناك ستجد المواطنون نوعان.. تجار ومستهلكين.. وبينهما طرف ثالث يسمون أنفسهم بالمحتكرين.. احتكروا السكر من قبل ثم احتكروا البيض.. حتى لبن الأطفال احتكروه.. والآن يحتكرون الأرز ويتلاعبون بأسعاره حتى بلغت ما لم تبلغه فى أى بلد بالعالم رغم الأزمات التي تحيط بمعظم بلاد العالم.
كيلو الرز بـ 9 جنيهات.. لأ دا بـ 12 جنيها.. لأ دا بخمستاشر.. لأ دا بسبعتاشر.. لأ دا بعشرين جنيه.. إنها مناخوليا تضرب عقول البنى آدمين وكلنا مش دريانين إن الحكاية ورائها مجموعة من المحتكرين الذين لا يهمهم ضياع مجهودات الحكومة ولا يهمهم معانات الناس ولا هم بنا دريانين.
يهيج الناس خارج عنبر العقلاء تجارا ومستهلكين.. كيف ومتى أصبح كيلو الرز بعشرين؟!.. ويستنجدون بجهاز حماية المستهلك الذي لا حيلة له فلم ينطق ببنت كلمة فيضطر أن يهيج مع الهائجين لتخرج من طياته جهة تسمى بجهة منع الممارسات الإحتكارية فتؤكد أن هناك طرفا ثالث يحتكر الأرز ويتلاعب بالسوق ويهدده بفرض غرامة 2 مليون.. وتهرول وزارة التموين لتغطية السوق وتطمئن المواطنين.. فهل يتراجع سعر الارز أم سيظل بعشرين؟
وإذا تراجع.. هل سيصبح بتسعتاشر ام بتمنتاشر أم بعشرة جنيهات كما كان من شهرين؟!
إنها حقا مناخوليا إستهلاكية تستهلكهم رويدا رويدا تحت شعار حرية السوق في مواجهة المواطن قليل الحيلة وربنا يكون فى عون المواطنين وفى عون الحكومة اللى مش عارفه تلاقيها منين ولا منين.. وكل ما أخشاه أن يلجأ كل هؤلاء إلى عنبر العقلاء وساعتها لن يبقى خارج سور سرايتنا إلا المحتكرين.. ورغم الزحام الذى سنعانيه داخل سرايتنا.. ليس بوسعى إلا أن أقول لكم: أهلا بكم ضيوف جدد داخل عنبر العقلاء!