رئيس التحرير
عصام كامل

الدين والسياسة في كأس العالم !

هذه أول مرة يجتمع فيها الدين والسياسة معا في مناسبة رياضية كبيرة وهى منافسات المونديال.. فقد تسللت السياسة من قبل للمنافسات الرياضية كان أبرزها مقاطعة للمشاركة فيها ورفض اقامتها في دول معينة أو مشاركة دول فيها لأسباب سياسية مثلما حدث لروسيا.. ولذلك ليس جديدا أن تقتحم السياسة مونديال قطر وهو ما يبدو واضحا من الحملة التي تتعرض لها الآن من قبل الإعلام الغربي بحدة وشراسة افتتحت فيها كل الملفات القديمةَ المغلقة والمعروفة.. 

 

سواء التي تتعلق بقسوة  معاملة العاملين في إقامة منشآت المونديال أو الطريقة التى حصلت بها قطر على حق تنظيم المونديال هذا العام في مواجهة منافسين كبار.. وهذا يعنى أن على الدول صغيرها قبل كبيرها بالطبع مهما كانت تمتلك من أموال أن تأمن غدر السياسة والساسة بعد أن تقل أهمية ما كانت تقوم به مما يطلب منها أو حتى تتطوع به لخدمة الغير.. لكن الجديد في مونديال قطر هو حضور الدين أيضا فيه بجانب السياسة أيضا.

وهذا الحضور الدينى لم يكن بشكل غير مباشر بعد الاعتراض القطرى على مشاركة المثليين فى هذه المناسبة لأسباب دينية وأخلاقية وهو ما جعلها تتعرض لهجوم غربى واسع من قبل أنصار المثلية والدفاع عن ما يسمى بحقوق المثليين، وإنما كان حضور الدين في المونديال مباشرا ومن قبل السلطات القطرية التى ملأت شوارع الدوحة بإعلانات دينية تعرف جماهير الكرة بتعاليم الدين الإسلامى وبافتتاح المونديال بتلاوة القرآن الكريم.. وكان ذلك الحضور الدينى مفتعلا لأن السلطات القطرية حينما فعلت ذلك وحظرت الخمور في الملاعب ومحيطها سمحت بمظاهر عرى في احتفالها بالمونديال.

 

 

وهكذا إذا كان الغرب قد أقحم السياسة في المونديال فإن قطر ردت عليه بإقحام الدين فيه.. ولذلك سيكون مونديال قطر له مذاق مختلف عما سبقه وأيضا عما سيلحق به. 

الجريدة الرسمية