كأس عالم بدون مصر!
بعد هزيمة منتخب بلجيكا من منتخب مصر في المباراة الودية تساءل مدربه عن سبب غياب مصر عن منافسات كأس العالم ومنتخبنا بهذا المستوى المرتفع الذي مكنه من الفوز في تلك المباراةَ، ولعل ما أثاره مدرب بلجيكا راود نفوس كثير من المصريين أمس بعد المستوى المرتفع الذي أدى به منتخبنا تلك المباراة الودية، خاصة وأننا كنّا على بعد أمتار قليلة من الوصول إلى الدوحة والمشاركة في منافسات كأس العالم..
وبالطبع طرحت منذ أمس أسبابا عديدة ومتنوعة لهذا الغياب المصرى عن منافسات كأس العالم.. منها أسباب تتعلق بالمدرب وأخرى تتعلق باللاعبين وثالثة تتعلق بإدارة الإتحاد ورابعة تتعلق بما تعرض له المنتخب المصرى من استفزازات في مباراة العودة مع منتخب السنغال.. وكل هذه الأسباب تصلح للإجابة عن السؤال الذى طرحه مدرب منتخب بلجيكا عن غياب منتخبنا عن كأس العالم.. لكن الأغلب أن السبب الأكبر والأهم والأكثر تأثيرا كان هو حجم الدافع لدى الجميع.. لاعبين ومدرب وإداريين..
ففي الأمس كان الدافع ضخما وهائلا لدى الجميع، لاعبين ومدرب وإداريين لأداء مباراة كبيرة وإحراز الفوز للرد على الإخفاق في الوصول إلى الدوحة.. وهذا يعنى أننا نستطيع أن نفعل ما نبغى ونتطلع إذا تسلحنا بالإصرار والعزيمة والتصميم. إذا حدث ذلك سوف يجد منتخبنا له مكانا بين المنتخبات الكبيرة في كرة القدم، ولن تكون مشاركتنا في منافسات كأس العالم نادرة كما هو الحال الآن، أو صعب المنال ويحتاج من عموم المصريين رفع الأكف للسماء للدعاء وطلب العون من الله كما يطلب منهم المسئولون عن إدارة كرة القدم وإعلامييها!
وهذا الأمر لا يقتصر على المنافسات الكروية أو حتى المنافسات الرياضية كلها.. إنما هو ينطبق على كل مجالات العمل وليست المجالات الرياضية فقط.. إذا صار لدينا يقينا إننا نستطيع سوف نفعل المعجزات وتقهر الخصوم وننتصر على التحديات.. ولعلنا اليوم أكثر احتياجا لذلك ونحن نواجه أزمة اقتصادية شديدة الصعوبةَ.. وتاريخنا العريق يؤكد ذلك.
