أحكام السنن الرواتب في المذاهب الأربعة والحكمة منها

السنن الرواتب مصطلح فقهي لا يعرفه إلا من يحافظ علي أداء الصلاة في وقتها أو يحاول جبر التقصير في الفريضة والسنن الرواتب هي تلك السنن التي اتفقت المذاهب الإسلامية علي أدائها، وخلال السطور التالية نستعرض معكم أحكام السنن الرواتب في المذاهب الأربعة والحكمة منها فإلي التفاصيل

أهمية النوافل
بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهميّة النّوافل، فقال: (إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا، قال الربُّ تبارك وتعالى: انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك)، فهي تجبر النّواقص وتُبعد الشيطان الذي يحاول أن يُلهي الإنسان عن فروضه، فإذا وجده ملتزمٌ بما لم يُفرض عليه علِم أنّه لن يقدر عليه في ترك ما فرض عليه، وكذلك شُرعت النوافل للتّقرب من الله - سبحانه تعالى - فقد قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: (وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).
السنن الرواتب عند الحنفية
هي عندهم قسمان: مؤكدةٌ (وهي اثنتا عشرة ركعة)، ومندوبة (وهي ثمان وعشرون ركعة). وتفصيلها كالآتي:
1- المؤكدة: وهي التي واظب الرسول صلّى الله عليه وسلم على أدائها، ولم يتركها إلا نادرًا. وهي ركعتان قبل صلاة الفجر، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر أو قبل الجمعة، بتسليمة واحدة، ركعتان بعد الظهر، ويندب أن يضم لها ركعتين، وأربع بعد الجمعة بتسليمة واحدة، ركعتان بعد المغرب: ويسن إطالة القراءة فيهما، ركعتان بعد فرض العشاء.
2- المندوبة: وهي التي كان النبي صلّى الله عليه وسلم يصليها غالبًا، ويتركها أحيانًا. وهي ركعتان أخريان إلى سنة الظهر البعدية، أربع ركعات قبل العصر بتسليمة واحدة، أربع ركعات قبل صلاة العشاء وأربع بعدها بتسليمة واحدة، صلاة الأوابين: وهي ست ركعات بعد المغرب، بتسليمة أو ثنتين أو ثلاث، والأول أدوم وأشق. ينظر: تحفة الملوك، الأشباه والنظائر، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته.
السنن الرواتب عند المالكية:
سنة الرواتب عند السادة المالكية نوعان: سنن رواتب مؤكدة “وعددها اثنتا عشرة ركعة”، وما كان من باب أَوْلى من هذه السنن الرواتب المؤكدة “وعددها أربع وعشرون ركعة”. وذلك أنه لا حدّ لأكثرها عندهم، وأقلها ركعتان، وفق التفاصيل الآتية:
1- سنن رواتب مؤكدة: وهي ركعتا الفجر، وتسمى عند المالكية رغيبة، ويتأكد النفل قبل صلاة الظهر وما بعدها، وقبل صلاة العصر، وبعد صلاة المغرب، والعشاء، بلا تحديد بعدد معين، فيكفي في تحصيل الندب ركعتان. والأولى بعد كل صلاة عدا المغرب أربع ركعات، وبعد المغرب ست ركعات. مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل، وإرشاد السالك، وحاشية الدسوقي، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته. والموسوعة الفقهية الكويتية.
2- الأَوْلى في صلوات الرواتب المؤكدة: الأولى بعد كل صلاة عدا المغرب أربع ركعات، وبعد المغرب ست ركعات. جاء في منح الجليل شرح على مختصر سيد خليل: ” لأكمل ما ورد من أربع قبل الظهر وأربع بعدها وأربع قبل العصر وست بعد المغرب”. وانظر: مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل، وإرشاد السالك، وحاشية الدسوقي والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته. والموسوعة الفقهية الكويتية.
السنن الرواتب عند الشافعية:
وتنقسم إلى سنن الرواتب المؤكدة (وعددها عشر ركعات) وسنن رواتب غير المؤكدة (وعددها اثنتا عشرة ركعة، وإذا أضيفت إلى المؤكدة يصبح المجموع اثنتين وعشرون ركعة).
1- سنن الرواتب المؤكدة: وهي عشر ركعات: ركعتا الفجر، وركعتا قبل الظهر أو الجمعة، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. ينظر: الإقناع، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته. والموسوعة الفقهية الكويتية.
2- سنن الرواتب غير المؤكدة: وهي اثنتا عشرة ركعة: ركعتان قبل الظهر، سوى المؤكدتين، وركعتان بعدها كذلك، والجمعة كالظهر، وأربع قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء. ينظر: الإقناع، والوسيط، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته. والموسوعة الفقهية الكويتية.
السنن الرواتب عند الحنابلة:
تنقسم إلى قسمين: مؤكدة (وهي عشر ركعات)، وغير مؤكدة “مندوبة” (وهي عشرون ركعة). وتفصيلها كالآتي:
1- المؤكدة: هي عشر ركعات: ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. ينظر: الإقناع في فقه الإمام أحمد، والمغني، العمدة، والفقه الإسلامي وأدلته، والفقه على المذاهب الأربعة. وملخصه كالآتي:
2- غير المؤكدة: أربع قبل الظهر وأربع بعدها، وأربع قبل صلاة العصر، وأربع بعد صلاة المغرب، وأربع بعد صلاة العشاء. ويباح أن يصلي ركعتين قبل المغرب. ينظر: المغني، وحاشية الروض المربع، وأخصر المختصرات لابن جبيرين، الإقناع في فقه الإمام أحمد، والفقه على المذاهب الأربعة، والفقه الإسلامي وأدلته. والموسوعة الفقهية الكويتية. وهي كالآتي:
السنن الرواتب المؤكدة بين المذاهب الأربعة
هناك قاسم مشترك في عشر سنن رواتب مؤكدة بين المذاهب الأربعة، ست ركعات بعدية، وأربع قبلية اتفاقًا، فقد أجمعوا على أنه:
لا توجد سنة راتبة بعد صلاتَيْ الفجر والعصر، “إلا إذا كان قضاء صلاة فائتة”.
أقلّ الرواتب البعدية المشروعة هي ركعتان في كل من صلاة الظهر والمغرب والعشاء، ثم زاد بعضهم في السنن الرواتب المؤكدة أكثر من ركعتين.
وأجمعوا على أنه لا قبلية مؤكدة لصلاتيْ المغرب والعشاء، كما ذهب الجمهور إلى عدم وجود قبلية لصلاة العصر خلافًا للمالكية.
أجمعوا على مشروعية ركعتين قبلية في كل من صلاتَيْ الفجر والظهر، وأن قبلية الفجر ركعتان فقط. ثم زاد بعضهم في قبلية صلاة الظهر أكثر من ركعتين.

الحكمة من سنن الصَّلوات الخمس
لسُنن الصَّلوات الخمس اسمًا آخر هو السُّنن الرَّواتب، وتعني السُّنن المؤكدِّة المُلازمة لصلاة الفرض، سواءً كانت قَبليًّةً أو بعديَّةً، وثبت أنَّ عددها اثنتا عشرة ركعةٍ.
أمَّا الحكمة من مشروعيتها؛ فقد أباح الله -سبحانه وتعالى- النَّوافل والتَّطوُّع في العبادات رأفةً بعباده، فصلاة السنَّة تُكَمِّل النَّقص في الفرائض وتجبرها يوم الحساب، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عله وسلم- قال: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ فإن أَتَمَّها وإلا قيل انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك).
والصلاة تزيد أُنس الإنسان بالله -تعالى- وتُقرِّبه إليه، فثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ)، وقد صحَّ عن ربيعة بن كعب الأسلم -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ.
قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ)، وفي السُّنن الرَّواتب زيادةً لأجر المسلم وتكفيرًا لذنوبه ورفع لدرجاته.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا