ومتى ينخفض الدولار عندنا؟
رغم كل المحاولات التى يقوم بها الفيدرالي الامريكي يتجه الدولار الامريكى للانخفاض هذه الأيام.. وهذا أمر يجد له تفسيرا في ظل المحاولات الصينية والروسية لتقليل شأن الدولار الأمريكى كعملة احتياط عالمية رقم واحد، والتوسع فى الاعتماد على عملات أخرى غيره في التعاملات الدولية.. وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا إذن يرتفع الدولار الامريكي عندنا ولا يتجه للانخفاض كما يحدث عالميا؟
أما الإجابة فهى لا تحتاج إلى بحث مستفيض وواسع لأنها واضحة وتتمثل في أننا نعانى من فجوة تمويلية من النقد الاجنبي نتيجة إننا ننفق نقدا أجنبيا أكثر مما توفره لنا مواردنا من النقد الاجنبي.. ومادامت هذه الفجوة موجودة سوف يظل الدولار الأمريكي يرتفع في اسواقنا تجاه الجنيه حتى وإن استمر في الانخفاض في الاسواق العالمية، طالما اخترنا ترك سعر الجنيه تجاه العملات الاجنبيةَ حرا يتحدد طبقا للعرض والطلب.
وهكذا إنقاذ الجنيه من الانخفاض ووقف ارتفاع الدولار الامريكي يحتاج منا جسر هذه الفجوة التمويلية.. وكما قلنا من قبل ونكرر إن ذلك يتحقق بزيادة مواردنا من النقد الاجنبي وتخفيض انفاقنا منه.. أما السبيل الوحيد لتخفيض انفاقنا من النقد الاجنبي فهو تخفيض استيرادنا من الخارج بالاستغناء عما هو ليس ضروريا وأساسيا مثل الغذاء ومستلزمات الانتاج.. بينما زيادة مواردنا من النقد الاجنبي تتم عبر زيادة السياحةَ الاجنبيةَ وزيادة الاستثمارات الاجنبيةَ..
وإذا كان يمكننا تحقيق زيادة فورية في السياحة فإننا نحتاج وقتا لتحقيق زيادة مستدامة وكبيرة في الاستثمارات الاجنبيةَ لا تقتصر فقط على عمليات الاستحواذ على الأصول العامة التى ستوفر لنا نقدا اجنبيا لمرة واحدة ويتمثل في ثمن بيع هذه الأصول.. وهنا تزداد ضرورة تخفيض انفاقنا من النقد الاجنبي على المدى القصير لوقف انخفاض الجنيه وبالتالى حماية الدخول الحقيقية للعاملين من مزيد من الانخفاض.