طالبة الزقازيق لفظت أنفاسها.. ومصطفى ابن المنيا تلفح بالكفن بسبب كسر.. و5 سيدات أصبن بالعمى في طنطا..آخرهم محامٍ ملوى.. الإهمال الطبي في المحافظات ملف لم يغلق بعد..| فيديو
"توفي نتيجة خطأ طبي" جملة قصيرة نقرأها كثيرًا في الصحف ونسمعها في وسائل الإعلام، لكنها في الواقع تعكس أمرين متلازمين، أولهما حزن يغتال سعادة أسرة فقدت أحد أفرادها، وثانيهما طبيب استهان بروح آدمية، واعتبرها “شغل” يجب الانتهاء منه.
كل كلمات الاعتذار والأسف يستحيل أن تعيد الحياة إلى ميت، أو تعيد الفرحة لليتامى أو أرامل أو أشقاء، وتبقى باردة بلا معنى، خاصة في حال تكرار الأخطاء الطبية التي تودي بحياة البشر.
قصص واقعية يشيب لها الرأس وتدمي لها القلوب تسردها لكم «فيتو» من قلب محافظات مصر، آخرها تحمل عنوان:
محامي ملوى
ففي واقعة إهمال طبي جديد في محافظة المنيا، توفي أمس الثلاثاء، محام شاب من قرية دروة التابعة إداريًّا لمركز ومدينة ملوي، وذلك نتيجة لخطأ طبي أثناء إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة، إذ تم قطع الشريان الأورطي للمريض أثناء العملية.
توجهت عدسة فيتو إلى مكتب ياسر محمود عباس، نقيب المحامين ببندر ملوي، للحديث معه عن تفاصيل الواقعة.
أكد نقيب المحامين، إنه تلقى اتصالا من أحد الزملاء يؤكد له وفاة محمد عمر عبد الوهاب، داخل أحد مستشفيات مدينة المنيا، متابعًا “على الفور توجهت أنا ومجلس النقابة إلى المستشفى للوقوف على حقيقة الواقعة، وبسؤال أسرة الضحية تبين أنه كان يعاني منذ عام تقريبًا من آلام المرارة، حتى قرر إجراء عملية جراحية لإزالته.
وأوضح أن المحامي الراحل توجه إلى المستشفى المتعاقدة مع النقابة، وتم عمل جميع الفحوصات الطبية والعلاجية اللازمة لإجراء العملية، وبالفعل دخل الضحية غرفة العمليات أمس الثلاثاء لإزالة المرارة، ومن المعروف أن جراحة إزالة المرارة لا تستغرق سوى 30 دقيقة وبحد أقصى 45 دقيقة إلا أن الضحية ظل داخل غرفة العمليات طيلة 4 ساعات متواصلة.
وتابع النقيب:“واتضح لنا، أن الطبيب الذي أجرى الجراحة صدر منه خطأ طبي قاتل، حيث قام بقطع الشريان الأورطي أثناء الجراحة، وحاولت المستشفى إنقاذ الوضع عن طريق استدعاء أطباء اوعية دموية وقلب ولكن الضحية توفاه الله”.
على الفور تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وتم أخذ تقرير من المستشفى يفيد بالخطأ الطبي الذي حدث داخل غرفة العمليات.
طالبة الزقازيق
قبل هذا الحادث هناك تفاصيل وضحايا آخرين.. فقد فقدت الطالبة الجامعية دنيا أحمد عبد الوهاب 19 عاما حياتها نتيجة الإهمال الطبي ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل احدى المستشفيات الكائنة بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية بعد 113 يوما تقريبا من احتجازها بغرفة العناية الفائقة بالمستشفى.
دينا 113 يوم عذاب قبل وفاتها
كانت" فيتو" تتابع القضية منذ البداية فالمأساة بدأت عندنا إتهم أهالي المتوفية أحد المستشفيات الجامعية بالإهمال اثناء خضوعها لعملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية وتدهورت حالتها الصحية حتى أصيبت بشلل وفقدان كامل للوعي وتم وضعها على أجهزة تنفس صناعي بالمستشفى لمده 113 يومًا قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
إستئصال الزائدة
وقالت أسرة الفتاة لـ «فيتو» في وقت سابق إن نجلتهم لم تكن تعانى من أي أمراض في السابق وأجرت عملية جراحية لاستئصال الزائدة أفقدت دنيا القدرة على الحركة وجعلت الإحساس بنصفها السفلي مفقودا علاوة علي فقدها الوعي تماما فيما بعد.. متسائلين إلى متى ندفع ثمن أخطاء الأطباء؟
الإهمال الطبي
وأضافت الأسرة: منذ نحو 3 أشهر تقريبًا شعرت دنيا بآلام شديدة وتوجهنا بها لأحد المستشفيات الجامعية وأجرى الأطباء الكشف الطبى عليها وأكدوا أنهم سيجرون لها عملية الزائدة وعقب إجراء العملية فقدت الإحساس بالجزء الأسفل وأصيبت بالشلل في البداية وعندما توجهنا لهم مرة أخرى ووصفنا لهم حالتها أكدوا أنها تحتاج لعلاج طبيعي لفترة وستعود لطبيعتها مرة ثانية ومر أكثر من 90 يوما وحالة دنيا تزداد سوءا.
عملنا اللي علينا !!
أضافت الأسرة أنهم توجهوا لقسم شرطة ثان الزقازيق وتم تحرير محضر حمل رقم 6734 إداري القسم لعام 2022م، مؤكدين أنهم حرروا المحضر ضد عدد من الأطباء الطبيب الذى أجرى لها عملية الزائدة وطبيب التخدير وآخرين وأنهم قدموا كل المستندات التى تؤكد إصابة ابنتهم بالشلل مع فقدان الوعي حسب تقريرالمستشفى قائلين:"كل ما نتكلم مع الأطباء هناك عن حالتها الصحية يكون الرد المعتاد إحنا عملنا كل اللي علينا والباقي علي ربنا..ادعوا لها".
أصيب في القاهرة وقتله الإهمال في المنيا
أما مصطفى ذو ال18 عامًا فقد غادر مسقط رأسه المنيا متجها إلى محافظة القاهرة بحثًا عن فرصة عمل لتوفير دخل لأشقائه الصغار ووالده الكفيف.
ضحية مركز ملوي
وتمكن مصطفى من العمل “دليفري” في القاهرة، وأثناء عمله أصيب في قدمه إثر حادث سير، لتقوده تلك الإصابة البسيطة في مشط القدم إلى قبره في قرية أم قمص التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا.
التفاصيل يذكرها طارق محمد فضل، شقيق مصطفى ااذي يقول، أن أخيه كان يعمل دليفري في أحد أفران القاهرة، وتعرض لحادث سير نتج عنه كسر في مشط قدمه.
بعد دخول مصطفى المستشفى لتلقي العلاج أجريت له جراحة في قدمه، وحذر الأطباء في القاهرة من اجراء اى عمليات أخرى،خاصة الكسر في مشط القدم، قبل 3 أسابيع من الجراحة الأولى.
قرية أم قمص بملوي
وأشار شقيق الضحية، إلى أن الأسرة عندما علمت بالحادث قررت إحضار مصطفى إلى ملوى، وعرضت الأشعة والفحوص الطبية التي أجريت في القاهرة على طبيب لتعرف رأيه، فقال لهم: “عادي هاتوه اعمله العملية” ولم يلتفت إلى تحذيرات أطباء مستشفى القاهرة.
ضحية الإهمال الطبي
ويكمل التفاصيل عبد القوى علي الكو، شيخ البلد، أحد أقارب الضحية، ويقول لفيتو: إن مصطفى بعد إجريت له جراحة استغرقت 3 ساعات دخل بعدها في نوبة «تشنج عصبي» وبعدها قرر الدكتور إعطاءه حقنة قائلًا: هيبقى كويس وهيفوق الصبح، على حد تعبيره، وغادر دون أن يتابع الحالة.
واقعة إهمال طبي في ملوي
واستطرد الكو قائلًا: أن مصطفى لم يفق من العملية ودخل في غيبوبة حتى فارق الحياة.
الإهمال الطبي في ملوي
وأوضح أنه يوم تشييع جثمان الضحية تجمع أهالي قرية أم قمص والقرى المجاورة من أجل توديع مصطفى في مشهد مهيب.
مصطفى محمد فضل
وفى سياق متصل، قال حمادة أنور، محامي المجني عليه، مصطفى محمد فضل، إنه على الفور تم تحرير محضر بمركز شرطة ملوي، ضد الطبيب وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضده بالإضافة إلى ضم عدد من الأوراق الرسمية من قبل الجهات الحكومية بالقضية، وتم إحالة الواقعة الي النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
5 سيدات أصبن بالعمى في طنطا
لم يتوقف الإهمال عند هذا الحد وإذا عدنا لشهر فبراير الماضي، سنتذكر البث المباشر التي أجرته فيتو علي صفحتها الرسمية تحت عنوان "5 سيدات أصبن بالعمى بسبب دواء غير مصرح باستخدامه.. أول ظهور لضحايا الخطأ الطبي بمستشفى الرمد بطنطا"، مع اثنين من الضحايا ومحاميهم محمد بهنسي.
مستشفى رمد طنطا
حيث أكد المحامي محمد بهنسي وكيلا عن الضحايا أنه في أثناء الواقعة سنة ٢٠١٦ قام وزير العدل بإرسال خطاب للنائب العام بأن ما قام به أطباء مستشفى رمد طنطا هو خطأ طبي جسيم وأنهم قاموا بالتلاعب في إيصالات المستشفى.
تقرير الطب الشرعي
وأشار "بهنسي إلى أن تقرير الطب الشرعي نفى وقوع الخطأ بحجة أن الدواء يستخدم في أمريكا في حين أنه ثبت أنه سبب العمى لبعض الحالات في أمريكا وأن منظمة الغذاء والدواء طالبت بعدم استخدامه بالاضافة الي ان الشركة المنتجة وهي شركة لاروش السويسرية طلبت عدم استخدامه لان هذا الدواء هو لعلاج سرطان القولون وليس لعلاج العين ويسبب العمي.
وتابع المحامي أن لجنة المعينة من قبل الصحة قامت بمعاينة الحقن داخل المستشفي وقت الاصابة وافادت جميعها بان هذا الدواء لا يستخدم داخل وزارة الصحة وأن الحقن التي تم حقن السيدات بها حقن مجهولة لا يوجد عليها تاريخ تعقيم ولا تاريخ إنتاج ولا صلاحية ولا مكان للتعقيم ولا نوع السائل ولا الشركة المنتجة ولا مكان التعقيم ولا الجهاز المستخدم في التعقيم وان العينة لم تصل الي درجة التعقيم الكافي كما لوحظ انها ملفوفة بورق الومنيوم وهذا لا يتناسب والتعقيم الامثل للسرنجات وما بداخلها من محلول.
من جانبه حرر المحامي محمد بهنسي دفاع الضحايا محضر ضد وزير العدل بصفته وكبير الأطباء الشرعيين و5 اطباء شرعيين آخرين بصفتهم حمل رقم 3203 لسنة 2021 إداري السيدة زينب محملا فيه المسؤلية لوزير العدل لأن هناك خطأ في تشكيل الطب الشرعي.
ثم حرر محضرا آخر 2989 لسنة 2021 إداري الجمالية يتهم فيه الدكتور ا ص رئيس قسم الرمد بمستشفي الحسين الجامعي بأنه امتنع عن الرد علي تقرير الطب الشرعي مجاملة لأطباء مستشفي رمد طنطا.