رئيس التحرير
عصام كامل

ما بين "كفر واعتقال وعقاب".. حكاية عبد الرحمن الشرقاوي مع الغزالي ومحمد نجيب والأزهر

الأديب عبد الرحمن
الأديب عبد الرحمن الشرقاوي

شاعر وكاتب وأديب أديب ومسرحي وروائي، خرج من الريف المصري وتأثر به بل عشقه حتى لُقب بشاعر الفلاحين، والأديب الموسوعة الذى كتب الرواية والمسرحية الشعرية والمؤلفات الإسلامية والمقالات قيمة والقامة الأدبية الكبرى عبد الرحمن الشرقاوى الذى وُلد في مثل هذا اليوم  10 نوفمبر 1920 ورحل عن 67 عاما. 

وُلد عبد الرحمن الشرقاوى بقرية الدلاتون مركز شبين الكوم بالمنوفية، وفى مجلة الجيل عام 1955 يحكى الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى عن نشأته الأولى ويقول: تركت بلدتي التي وُلدت فيها بشبين الكوم وجئت إلى القاهرة ولم أجاوز ثماني سنوات، فعانيت من الاغتراب للمرة الأولى في حياتي بعيدا عن أبوي،  لكن كان لوالدي مقولة مازالت عالقة في ذهنى تقول: أن شد الرحال والاغتراب في سبيل العلم مثل الجهاد في سبيل الله، التحقت بالمدرسة ثم الجامعة وتخرجت من كلية الحقوق.

 

اعتقال ومصادرة 

كان عبد الرحمن الشرقاوى رائدًا في جميع فنون الكتابة، كتب الكثير من المسرحيات باستخدام الشعر الدرامى الحديث، إلا أنه لم ينشر له عملا واحدا إلا بعد ثورة يوليو، فحين كتب قصيدة (من أب مصري إلى الرئيس ترومان) عام 1951 في باريس لم يستطع نشرها إلا في القاهرة بعد الثورة، وكذلك رواية الأرض لم يستطع كتابتها إلا بعد الثورة، أما قبلها فقد صُودرت له في المطبعة ثلاثة كتب منها قصة تاريخية عن عمر مكرم، ومجموعة شعرية وقصص قصيرة فيما بين عامي 1946 و1950.

 

الحسين ثائرا 

وأثارت مسرحياته جدلًا واسعًا، وكانت مسرحية "الفتى مهران" التي شهدت صراعًا عنيدًا مع السلطة عام 1966 بعد أن عُرضت شهرًا واحدًا ثم توقفت يطرح فيها التناقضات بين المثقف والسلطة، ثم تكررت الأزمة مع مسرحية "ثأر الله..الحسين ثائرا وشهيدا" التي تم إيقافها في الليلة الأخيرة للبروفة بقرار من الأزهر وظلت ممنوعة وقتنا هذا، تعكس رواياته الواقع المصرى بكل متاعبه وآلامه مثل روايات الشوارع الخلفية، قلوب خالية، مأساة جميلة، أحلام صغيرة، ومن مسرحياته الشعرية: الفتى مهران، وطنى عكا، النسر الأحمر، عرابى زعيم الفلاحين.

مشهد من فيلم الأرض 

وكانت روايته الشهيرة "الأرض" التي أخرجها يوسف شاهين في فيلم سينمائى التى كتبها عام 1954 وبسبب ما تضمنته من ظلم للفلاحين اعتقله اللواء محمد نجيب الذى اعتبر فيها إهانة للسودانيين ـ الهجانة.

الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى 

أهم ما قدم عبد الرحمن الشرقاوى كتبه أئمة الفقه التسعة استعرض فيها قصص الفقهاء بدءًا من الإمام على زين العابدين، جعفر الصادق الذي دعا إلى إعمال العقل، أبو حنيفة، مالك بن أنس، الليث بن سعد، الإمام الشافعي الذي صحح مفاهيم الناس عن السنة، الإمام أحمد بن حنبل وابن حزم الذي كتب في الحب وأحوال العشاق، والعز بن عبد السلام.. الداعى إلى التجديد،.

من مؤلفاته أيضًا "على إمام المتقين، محمد رسول الحرية، الفاروق عمر، الصديق أول الخلفاء الراشدين وعثمان ذى النورين".

اتهم عبد الرحمن الشرقاوى بالشيوعية تارة وبالشيعية تارة أخرى والإلحاد تهمة ثالثة بالرغم من أنه أعلن ردا على الهجوم عليه من الشيخ الغزالى أن منهجه ورائده الإسلام فتراجع الغزالى عن اتهامه بالكفر، لكنه اتهم بانتمائه إلى التيار اليسارى واعتقل ورغم ذلك كان الشرقاوى يقول (عودوا إلى الإسلام الحق تجدوه أكثر تقدمًا من كل الفلسفات البشرية أم أنكم ستسلبون الإسلام محاسنه لتضيفوها إلى الشيوعية).

 

كوكبة الأهرام 

وفى عام 1972 اختار الرئيس السادات ـ فور توليه السلطة ـ الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة روزا اليوسف، وبعد أحداث 18 و19 يناير قدم استقالته من روزا اليوسف ليلتحق بالأهرام كاتبا متفرغا ضمن كوكبة كتاب الأهرام. 

وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1974 ثم كان الرحيل عام 1987. 

 

شرف الكلمة 

الثقافة عنده تعنى شرف الكلمة وتحررها من التبعية، فهو يؤمن أن المبدع بحق هو صاحب رسالة حضارية وإنسانية لتحقيق رفاهية مجتمعه من خلال التعبير الأمين عن آماله وأحلامه.

حصل الشرقاوي على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام  1974.

الجريدة الرسمية