بابا حنين
عندما كنت صغيرًا كنت أتعجب كيف يخاف أصدقائي من أطباء الأسنان!!، ولكن عندما كبرت أيقنت أن ما كان يجعلني لا أخاف من تلك المهنة هو أن والدي هو الطبيب المعالج لي وهو الذي يهتم بصحة أسناني، فالذي كان يجعلني لا أخاف ولا أقلق من أطباء الأسنان هي ثقتي بأن والدي بالطبع لن يتركني!
فإذا كان ذلك هو يقيني وأنا طفل بوالدي الأرضي، فكيف يكون إيماني بأبي الذي في السموات ويرعاني ويدبر حياتي كما يليق وأنا بالغ وعاقل؟، فالله لم يتخلى عني لحظة منذ أن كنت في رحم الأم وأنا أعلم أنه يضع خطة عظيمة لحياتي حتى ولو لم أفهمها في لحظتها الوقتية لكن بالطبع سأفهمها فيما بعد.
الله هو ذلك الأب الحنين الذي يرعى أطفاله، وهو الراعي الذي لا يتخلى عن خرافه، ولا يدع درهما يفقد إلا ويبحث عنه حتى يرجعه ولا يتركه يضل بعيدًا عنه، وهو الذي يترك بابه مفتوحًا حتى متى عدت أجده ينتظرني بالأحضان لا بالعتاب ولا اللوم، ولا ينتظر ليسمع تبريراتي المعتادة بل ليفرح بعودتي إلى حضنه.
كثيرًا ما كان يسألني البعض لماذا كنت تكتب في نهاية بوستاتك هاشتاج #بابا_حنين لكن كانت إجابتي واضحة وستظل هي للأبد، لأن الله هو الملاذ الوحيد الآمن في الحياة، وهو الذي يترك بابه مفتوحًا حتى أعود، وهو الذي يرى برؤيته البعيدة ليرتب لي الخير، حتى وأن كانت رؤيتي المحدودة لا تفهم حكمته، لكن بالطبع لا تشك في حنيته وابوته لي.
Twitter: @PaulaWagih