قمة شرم الشيخ تناقش تمويل جهود مكافحة تغير المناخ.. البنك الدولي: ملتزمون بتمويل إصلاح الكوارث الناتجة عن الانبعاثات الضارة
يطلق على قمة المناخ اليوم "يوم التمويل"، لأن التمويل هو حجر الزاوية لتنفيذ الإجراءات المناخية وتوسيع نطاق الطموح، ومن ثم فقد كان في صميم عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومفاوضات اتفاقية باريس.
كما أكدت نتائج قمة جاسكو للمناخ الأهمية المحورية للتمويل كمحفز لإحراز تقدم في جميع جوانب جدول أعمال المناخ العالمي وأظهر العديد من الأطراف الإرادة السياسية للوفاء بالتزامات التمويل.
ويتناول يوم التمويل العديد من جوانب النظام البيئي لتمويل المناخ، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، التمويل المبتكر والمختلط والأدوات المالية والأدوات والسياسات التي لديها القدرة على تعزيز الوصول وتوسيع نطاق التمويل والمساهمة في الانتقال المتوخى والمطلوب، بما في ذلك تلك المتعلقة بمبادلات الديون بالبيئة، كما شهد يوم المالية أيضًا عقد واحد أو أكثر من الأحداث المقررة بما في ذلك المائدة المستديرة الوزارية المالية.
رئيس الوزراء
ورحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بجميع المشاركين في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، وهي مدينة مصر الأولى للتحول للأخضر، مطالبا الحضور بالاستمتاع بالجو الممتع، مؤكدا أن الدول النامية تعاني قلة الموارد لمواجهة تغير المناخ، وأن مصر تهدف لتنظيم العديد من البرامج المرتبطة بالتحول للاقتصاد الأخضر.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن الدول الأفريقية تواجه تحديات ضخمة في ظل تغير المناخ، وبصفة خاصة في ظل الأزمة المالية الموجودة حاليا، مضيفا التمويل هو الركيزة الاساسية لانفاذ الالتزام، والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ولذلك يجب أن نناقش ونوجد حلول لكافة القضايا.
أكد مدبولي على أن الأسواق العالمية تحاول أن تحدث نوعا من الإدماج بتلك الاقتصاديات وحمايتها من التغير المناخى، مؤكدا أن مبادرة "نوفى" تجمع كل المشروعات للمساهمة في تحقيق رؤية مصر 2030.
ودعا مصطفى مدبولي خلال جلسة "تمويل المناخ فى عصر الأزمات المتعددة" الدول والأشقاء الأفارقة إلى إطلاق المبادرات التي تساهم في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة البيئة، مشددا على أن الاقتصاد العالمي مظلم حاليا وليس بشكل جيد، مشيرا إلى أن للعالم واجه تفشي كورونا وحرب أوكرانيا وانخفاض النمو مما زاد الأعباء على البشرية".
البنك الدولي
ومن جانبه، أكد ديفيد مالباس رئيس مجموعة البنك الدولي بقمة المناخ cop27 أن توابع أزمة تغير المناخ تؤثر على التنمية وآثارها وتمتد لتزيد من معدلات الفقر وتقلل فرص التعليم الجيد وتتسبب في عدم إتاحة المياه والكهرباء بصورة جيدة.
وأضاف "مالباس" خلال جلسة "تمويل المناخ في عصر الأزمات" أن البنك الدولي ملتزم بتمويل إصلاح الكوارث الناتجة عن تغير المناخ بالإضافة إلى التزاماته تجاه التكيف مع تغير المناخ قائلا: "خصصنا مبالغ كبيرة للتكيف وهناك زيادة في مواردنا وزيادة في قدراتنا لتنفيذ ذلك".
وتابع: "نتعامل مع أزمة المناخ بالعمل والتمويل من مصادر متعددة تشمل القروض والمنح المختلفة.. وهناك مشروعات تستغرق وقتا طويلا وتشمل التنفيذ وتعتبر العنصر الأساسي لدعم هذه الدول ولدينا شركاء في هذه المنصات".
وأردف: "مع زيادة انبعاثات الاحتباس الحراري فالبنك الدولي قام بالعديد من المشروعات لمواجهة الأزمات الناتجة عنه.. ونحتاج أيضا لزيادة عدد المشروعات التي تنفذ لتقليل انبعاثات الغاز".
الأمين العام للأمم المتحدة
وفي نفس السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أنه يجب أن تكون هناك آداة لرؤساء الدول والقادة والحكومات وصانعي السياسات وأن يكون لديهم خطة مناخ شاملة تصل بنا إلى هدف صفر انبعاثات.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة، خلال جلسة الأرض، أنه هناك الكثير من الدول التي تعمد إلى تبني خطط، وإن السباق المناخي والبيانات الخاصة به والأنشطة المرتبطة به والانتاج والمبادرات أصبحت أكثر من حيث العدد عن ما سبق، مؤكدا أننا نحتاج أن يكون هناك استثمار تقديم التلوث الناتج عن الوقود الاحفوري كما يجب أن نعمل لتحقيق نوع من التصارع للإقلال من استخدام الوقود الأحفوري.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن خطر التغيرات المناخية يأتي في قمة أولوياتنا، مؤكدا أنه لدينا فجوات كبيرة في التمويل والتكيف ولكن هذه الفجوات لايمكن سدها بدون العمل وإلا لن نستطيع أن يكون أي وسيلة لمواجهة الخطر.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أنه يجب أن نواجه هذه المخاطر ولكننا ما زلنا نفتقر الصورة الكاملة، وأنه هناك موارد كثيرة مختلفة يجب ان تكون حاضرة في الوقت المناسب ولهذا جاءت تلك المبادرة.
وأوضح أن خطر المناخ يأتي في قمة اهتمامنا واستراتيجتنا، كما يجب أن يكون هناك العديد من الأنشطة المرتبطة به، مؤكدا أن الأمر أصبح أكثر صعوبة إما أن يكون أكثر ضررا أو أن تتحول الأمور إلى الأسوأ.
آل جور
وأيضا خلال كلمته، أكد نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل جور أن ارتفاع الحرارة يؤدى إلى زيادة عوامل التصحر مثل الصين التي شهدت أسوأ فترات الجفاف فى التاريخ، ونهر المسيسيبى في الولايات المتحدة وغيرها من الأماكن، حيث أصبحت هذه المناطق أكثر جفافا عن السابق.
وأضاف "آل جور" أن هناك 162 مليون طن كربون يتم إطلاقها فى الهواء، حيث أن العالم أمام مشكلة كبيرة بسبب هذه الأطنان من الكربون، متابعا تراكم ملايين الأطنان يقوم بحبس الحرارة فالغازات الدفيئة توازي الحرارة الناتجة عن قنبلة هيروشيما 600 ألف مرة".