رئيس التحرير
عصام كامل

وبدأت مظاهرات المناخ!

وبدأ مؤتمر المناخ الذي تحتضنه شرم الشيخ في ثوبها الجديد وبعد أن تحولت إلى مدينة خضراء، وتولت مصر رئاسة هذا المؤتمر الذى تتطلع أن يكون مؤتمر التنفيذ الجاد لتوصيات اتفاقات المناخ السابقة لحماية الكرة الأرضية من إخطار التغيرات المناخية الكارثية.. ومع إفتتاح المؤتمر الذى يشارك فيه أكثر من مائة رئيس ورئيس وزراء دولة بدأت مبكرا المظاهرات المعتادة لنشطاء المناخ بمظاهرة لأنصار الغذاء النباتى حماية للحيوانات أمام قاعة المؤتمر.. وبذلك افتتح نشطاء المناخ أنشطتهم التى خصصت له مدينة شرم الشيخ مكانا محددا لهم يتظاهرون فيه.

 
وبالطبع ليست هذه هى المظاهرات التى يتطلع لها الإخوان ولا يتوقفون عن الدعوة لها في يوم ١١نوفمبر وأطلقوا عليها ثورة المناخ لأنهم يستهدفون بها كما يقولون حدوث تغيير سياسى بالبلاد، وهم يراهنون بشدة على هذه المظاهرات بكل فرقهم الثلاثة المنقسمة، حتى وإن إدعت فرقة إبراهيم منير أنها هجرت العمل السياسى وأنها سوف تكتفى بالعمل الدعوى فقط، وهذا ما تشى به آخر وصاياه قبيل وفاته والتى طالبت فيه جماعة الإخوان بالتعامل بايجابية مع هذه المظاهرات، وتشى به أيضا تصريحات من تولى تسيير عمل جماعة الإخوان من بعده محى الدين الزايط والتى كشف فيها عن استمرار إهتمام جماعته بما أسماه إصلاح أوضاع البلاد!

 


لكن الصدمة التى سوف تتلقاها جماعة الإخوان ستكون حينما تمضى أيام مؤتمر المناخ، يوما بعد الآخر حتي اختتام أعماله، دون أن تتم مظاهرات في البلاد غير مظاهرات نشطاء البيئة في شرم الشيخ، أى دون أن تلقى دعوتهم لمظاهرات ١١نوفمبر استجابة تذكر.. ووقتها سوف تتغير لهجة الداعين لتلك المظاهرات من حث الناس وتشجيعهم علي الخروج للشوارع والميادين إلى الهجوم عليهم وسبهم لإنهم لم يستجيبوا لدعواتهم.. ولم تتبق سوى أيام قليلة لنرى هذا الانقلاب الإخواني الذى فعلوه في كل مرة دعوا الناس فيه للتظاهر ولم يستجيبوا لهم!  

الجريدة الرسمية