ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.. الأسباب الحقيقية للتصعيد الإسرائيلي.. دور حقل كاريش في الأزمة.. وتفاصيل الصراع الداخلي في تل أبيب
تجري إسرائيل ولبنان مفاوضات غير رسمية عبر الولايات المتحدة الأمريكية من أجل ترسيم الحدود البحرية بينهما.
وفي إسرائيل، يدرس المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الاتفاق المقترح من الإدارة الأمريكية للمصادقة عليه. لكن هذا الملف تحول إلى مادة للصراع بين الحكومة والمعارضة خلال الأيام القليلة الماضية.
من جانبه، يتهم زعيم المعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة بالرضوخ لتهديدات حزب الله والتنازل عن كمية كبيرة من حقول الغاز.
وهدد نتنياهو بأنه لن يلتزم بالاتفاق في حال نجاح حزبه بانتخابات الأول من نوفمبر، وتوليه منصب رئاسة الحكومة.
نقاط الخلاف
وتسعى الحكومة الإسرائيلية للمصادقة على الاتفاق دون طرح الموضوع على البرلمان فيما تقول المعارضة أن الخطوة ليست قانونية.
وسن الكنيست في عام ٢٠١٤ قانونا يجبر أي حكومة على إجراء تصويت برلماني على أي قرار أو اتفاق يقضي بالانسحاب من أراض تقع تحت السيادة الإسرائيلية.
وينص القانون على ضرورة الحصول على أغلبية ٨٠ عضو في الكنيست من أصل ١٢٠ أو أغلبية ٦٥ عضوا مع إجراء استفتاء شعبي.
وتقول المصادر الحكومية: إن المياه الاقتصادية لا تقع ضمن حدود السيادة الإسرائيلية.
أما المصادر الصحفية الإسرائيلية فقد ذكرت بأن المستشارة القضائية للحكومة قد توافق على طرح الحكومة دون العودة للكنيست، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه المعارضة بتقديم التماس للمحكمة العليا الإسرائيلية ما قد يهدد مسار المفاوضات مع لبنان.
أسباب محاولة الهروب من التصويت
وتخشى تل أبيب من أن الحسابات السياسية الإسرائيلية قد تدخل في التصويت البرلماني على القرار ما يهدد بفشله، على الرغم من أن الإسرائيليين يعتبرون الاتفاق مع لبنان اتفاقا استراتيجيا سيضمن استقرار لبنان والهدوء على الساحة الشمالية، خصوصا إذا وافق حزب الله على تفاصيله وبدأ لبنان في حصد الأرباح الاقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل ترى أن الاتفاق يضمن عدم المساس بحقل كاريش الذي تستعد للمباشرة بضخ كميات كبيرة منه، إلا أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله هدد مرارًا باستهداف منصة الغاز في حال مباشرة إسرائيل ضخ الغاز منه.
هل ستدفع أزمة الغاز البلدين للاتفاق؟
وتعتبر العوائد الاقتصادية الكبيرة لإنتاج الغاز من كاريش والبعد الجيو سياسي أحد أهم أسباب التفاوض مع لبنان، بالإضافة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت عاملا مساعدا في تسريع التفاوض بين لبنان، وذلك بعد 10 سنوات من المفاوضات بين الجانبين.
والمعروف أن نقل الغاز الإسرائيلي لأوروبا وبداية التنقيب عنه لبنانيا قد يفتح الباب أمام مصدر آخر للغاز إلى أوروبا.
التفاصيل المسربة من الاتفاق
تشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حقل كاريش سيكون لإسرائيل مقابل أن يحصل لبنان على جزء كبير من حقل قانا.
وتضيف المصادر الصحفية أن إسرائيل ستحصد جزءا من الأرباح اللبنانية من أي غاز يتم العثور عليه في المنطقة الخلافية جنوب قانا.
بعد إقامة دولة الاحتلال سيطر الإسرائيليون على مناطق بحرية شاسعة تبين فيما بعد أنها غنية بالنفط والغاز.
وتتنازع إسرائيل ولبنان على منطقة بحرية تصل مساحتها لما يقارب ٨٦٠ كيلومترًا مربعا.
ولم يؤدِ النزاع البحري بين البلدين إلى تصعيد عسكري في السابق على عكس النزاع البري الذي أدى إلى حروب وتصعيد بين اسرائيل ولبنان.
لماذا تصاعدت حدة التصريحات بين البلدين؟
استعانت اسرائيل بسفينة يونانية للتنقيب واستخراج الغاز من حقل كاريش مما أدى إلى تصاعد التوتر بين البلدين الأمر الذي قد يجر البلدين إلى مواجهة عسكرية.
ورد حزب الله بإرسال ٣ طائرات بدون طيار لمنصة استخراج الغاز وقامت اسرائيل بإسقاطها.. وذلك في رسالة واضحة من حزب الله بأنه قادر على الوصول إلى الحقل وتهديده.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل هدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله مرات عديدة بالتصعيد في حال لم يسمح للبنان بالتنقيب عن الغاز في مياهه الاقتصادية.
وقد دفعت تلك التهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي للتحذير من مغبة حرب كبيرة في حال أقدم حزب الله على استهداف منصات الغاز.