سماح أنور: بحب الأدوار التي لا تشبهني لأنها تعيش أطول | حوار
>> دورى فى مسلسل " الليلة واللى فيها" لايقاوم.. وأتمنى أجد عملا يشبهه
>> الدراما ليست جريئة فى عرض الحقائق.. والإنتاج الضخم مصيره النسيان
>> السوشيال ميديا أصبحت تؤثر على القرار السياسى للدول
فنانة عشقها الجمهور، افتقد موهبتها لسنوات طويلة قبل أن تعود للتألق والتوهج من جديد، ومؤخرًا ظهرت بصورة جعلتها حديث مواقع التواصل الاجتماعى.
إنها سماح أنور التى تجرأت وقدّمت شخصية “الحماة” فى مسلسل الليلة واللى فيها.. فأبدعت وأثارت الحنين والفرح والفخر بفنانة تسكن القلوب ولا تزال تُبهر المشاهدين بما لديها من إبداع لا ينضب.
عن أحدث أدوارها وعن تفاصيل شخصيتها كان لـ “فيتو” معها هذا الحوار:
الليلة واللى فيها
*ما سر تحمس سماح أنور للمشاركة بشخصية الحماة فى مسلسل الليلة واللى فيها؟
سر تحمسى أنه دور “حلو” فى عمل رائع مع كتيبة متميزة على رأسها المخرج هانى خليفة، بالإضافة إلى النص الرائع لمحمد رجاء فضلًا عن أن كل أطراف العمل لا يوجد بهم “غلطة” لذا فهو عمل لا يقاوم.
هل توقعت سماح أنور هذا الصدى الإيجابى لشخصيتها فى المسلسل؟
بكل صراحة كنت أعلم منذ قرأت النص أن المسلسل سوف ينجح، وأنه سيكون قويا، ولكننى لم أكن أتوقع رد الفعل هذا على شخصيتى، فقد كنت أشعر بالقلق وكنت “خايفة” لأن الشخصية لا تشبهنى فى أى شيء، وقد بذل المخرج هانى خليفة مجهودًا خارقًا وهذه هى طبيعته فكل الممثلين يظهرون معه بصورة غير مسبوقة، وكل أعماله تشهد بذلك.
المخرج هانى خليفة
*ماذا فعلتِ حين عُرض عليك عمل من إخراج هانى خليفة؟
رقصت، وقلت له “الحمد لله إنك اتولدت”، فأنا أحلم منذ عرض مسلسل «فوق مستوى الشبهات» أن أعمل مع هانى خليفة، فهذا المسلسل بمنزلة الإدمان لدى هو ومسلسل ريا وسكينة، ولابد من مشاهدة أحدهما شهريًا، وهانى خليفة شديد التواضع، وهذه هى سمة الموهوبين.
*ما الذى لفت نظرك عند قراءة تفاصيل شخصيتك فى السيناريو؟
شخصية مختلفة تمامًا عنى، وهذا ما استفزني، فلم أقدم من قبل شخصية مثلها، وأنا سعيدة أننى قدمت هذه الشخصية، حيث أثبتت لى خبرتى فى مجال التمثيل أن الشخصيات المختلفة عنى والتى لا تشبهنى على الإطلاق هى التى “عاشت لي” أكثر من غيرها، مثل «ذئاب الجبل» و«راقصة قطاع عام».
استحضار الشخصية
*هل هناك أى مصدر استعانت به سماح أنور للوصول إلى تفاصيل الشخصية؟
لا، أنا لا أعمل بهذه الطريقة، فأنا أؤمن أننا كبشر لدينا كل الأشكال بداخلنا، ونمتلك جوانب كثيرة ومتعددة، ولقد وجدت الشخصية بداخلى، وبمجرد التفكير فى الشخصية من “دماغها” وحركاتها وشكلها وتعبيراتها هى أجدها بداخلى.
*هل هذه الطريقة فى استحضار الشخصية تتطلب مجهودًا كبيرًا؟
أعتقد أن المجهود الأكبر حينما أقوم بالتقليد، وهذا أصعب، ولا يكون هناك فرصة لأن يكون الممثل طبيعيا.
حبس الأنفاس
*مسلسل«الليلة واللى فيها» أجواء حلقاته تتسم بالقلق والخوف والغموض وحبس الأنفاس، كيف كانت الكواليس؟
كنا جميعنا فى الحالة ذاتها التى يعيش فيها المشاهد، فالاستوديو كان به حالة فرضها علينا العمل، حيث لم نكن نستطيع أن “نهزر”، وحينما كنا نفعل هذا يكون “الهزار” متوترًا، فنحن أنفسنا كنا “مشدودين”، وتمكنا من الحفاظ على أن تكون الأجواء لطيفة، ولكننا بداخل حالة المسلسل
حتى أننى حينما كنت أدخل الاستوديو وأرتدى الملابس يحدث بداخلى نوع من التحول، وبالرغم من أننى قدمت الكثير من الأعمال إلا أننى لم أحضر استوديو “حلو” مثل «الليلة واللى فيها» منذ زمن بعيد، ولقد كدت أن أنسى أن هذه الحالة لا تزال موجودة، ولكننى فى “الليلة واللى فيها” وجدت الأحلى، والفضل يعود للمخرج هانى خليفة والفنانة زينة، وأيضا مدير التصوير، جميعهم رائعين.
مؤلفو الدراما
*هل شعرت بالخوف من المشاركة فى مسلسل يناقش موضوعات تتسم بالجرأة؟
هذا السؤال كان يصلح “على أيامنا” لكن الآن الدنيا “اتقلبت”، فالحياة الآن كلمة “جريئة” ستكون مهذبة جدًا لوصفها، ومهما تخيل مؤلفو الدراما من جرأة لن تكون كالتى نراها فى الواقع، كما تعكسه مواقع التواصل الاجتماعى
وأعتقد أنه مهما تجرأ الفن لن يصل إلى ما نقرأه ونراه جميعًا صوت وصورة فى الحياة اليومية من الأشخاص العاديين، وأنا أرى أن الدراما ليست جريئة، بل هى متحفظة فى عرض الحقيقة.
مسلسلات السباعية
*هل كان لديك أى تخوف من المشاركة فى مسلسل مكون من ٦ حلقات فقط؟
لا، فالمسلسلات الـ٦ حلقات أو العشر حلقات والـعشرين حلقة متاحة وموجودة “من زمان”، فأيام “الأبيض والأسود” كان هناك ما يُسمى بالسباعية، أى مسلسل مكون من ٧ حلقات، لذا فهذا موجود منذ فترة طويلة، ولكن كل عصر وله منصات العرض الخاصة به
فحاليًا تعدد المنصات الرقمية يصلح معه أى عدد من الحلقات، وحاليا المتفرج على المنصات الرقمية لا يفضل متابعة الأعمال الطويلة، و”التريند” على أى منصة سيكون للأعمال ذات الحلقات القليلة، وفى عصرنا هذا أصبح المتفرج متفاعلا ويقول رأيه بشكل مسموع، وبناء عليه أصبحت العلاقة بين المعلن والمتفرج والمنتج والمتفرج علاقة مباشرة، وهذا جعل عملية الإنتاج أسرع ودراسة سوق الإعلام أسهل، وهذا بالتأكيد يؤثر على الإنتاج ويجعله مستمرًا طوال الوقت، وينهى نظرية حصر الإنتاج وعرض الأعمال فى شهر رمضان فقط، وهذا كله مكسب للمتفرج.
التريند مصيره النسيان
*ولكن هل كثرة المسلسلات المعروضة تجعل عمرها قصيرًا فى وجدان المشاهد؟
نعم، لأن هذه من مواصفات الـ«mass production» أو الإنتاج الضخم، والجمهور لا يزال يتذكر مسلسلات عرضت فى الماضى، لأنها كانت تعرض وحدها وبصورة يومية، وكان الإنتاج قليلا للغاية، لذا أى عمل كان يقدم حتى وإن كان ضعيفا على مستوى الشكل كان ينجح، لأننا لم نكن نرى غيره ولكن حاليًا “السوق” به منتجات متعددة، وهـذه هى العولمة، أن كل إنسان هو التاجر و”الزبون” فى الوقت ذاته، فهذا عصر مختلف يكسب فيه المتفرج والمعلن والمُنتِج من المُنتَج، وهذا من عيوب الإنتاج الضخم مهما كان التريند، فمصيره النسيان.
السوشيال ميديا
*كنت حديث مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرًا.. ما رأيك فى السوشيال ميديا؟
لقد علمت نفسى أننى حينما أحكم على شيء فسأكون قد سجنت نفسى، لذا لا أحكم على السوشيال ميديا، لأننى فى هذه الحالة لن أستطيع التعامل معها، وأنا من سيخسر، لأنها سواء أعجبتنى أم لم تعجبنى سيكون هذا رأيى الخاص، وهى ستظل موجودة ومؤثرة فى كل شيء حتى فى القرار السياسى للدول وآراء الشعوب، وأؤمن أنها شيء متاح وحيادى كل شخص يستخدمه بطريقة إما ستبنى وإما ستهدم، وإن حكمت عليها بأنها سيئة فسأكون أنا من لا يستطع التعاون مع شيء من المفترض أن يكون مفيدًا فى الدنيا.
*هل هناك أعمال جديدة لسماح أنور بعد «الليلة واللى فيها»؟
هناك أعمال ما زالت فى مرحلة قراءة السيناريوهات الخاصة بها، وهى مشروعات كبيرة وقوية، وأنا سعيدة بها، ولكن لا أستطيع الإفصاح حاليًا عن معلومات خاصة بهذه الأعمال، وأتمنى أن أجد عملًا يشبه مسلسل «الليلة واللى فيها».
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"