لماذا يتهم الخبراء الإسلام السياسي بارتكاب جرائم بحق الشرع ؟
يحمل الخبراء جماعات الإسلام السياسي المسئولية الكبرى عن تسطيح عقول الكثير من المسلمين، إذ يستقطعون من النصوص الشرعية ما يناسب أهواءهم ويطوعون الدين لخدمة أهدافهم وبرامجهم في الوقت الذي يستخدمونه أيضا لإهانة الخصم وتجريسه.
يقول محمد الصياد، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن حركات الإسلام السياسيّ من الأسباب الرئيسية لتسطيح العقل المسلم، وهشاشة العلوم الشرعية، موضحا أنهم ارتكبوا جنايات بحقّ علوم الشريعة والعلوم الإنسانية سيقفُ عندها التاريخُ كثيرًا.
الحل في الأزهر
أضاف الباحث: الحل الذي لا بديل غيره هو الرجوع إلى المرجعية التقليدية الممثلة في الأزهر الشريف، أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، وإلى المؤسسات الدينية المحترمة والمعتمدة التي تلقتها الأمةُ بالقبول.
اختتم: يجب أن يرجع الناس إلى الدرس الفقهي والأصولي والكلاميّ، والفلسفي، لا إلى تلك العقول السطحية المسطحة، الخفيفة الطائشة على حد قوله.
عن الإسلام السياسي
مصطلح يشتمل على أصولٍ وفروعٍ تمتد لما يقارب الثمانية عقود في أكثر من مكانٍ بدول العالم الإسلامي، قبل أن ينتشر في كافة المعمورة، وجميعها بحاجة حقيقية للإحاطة بها من كافة الجوانب بمنهج أكاديمي صارم يكشف جوانبه ويرصد أبعاده.
ويرى خبراء ضرورة التعمق فيه ودراسته منهجًا وتنظيماتٍ، خطابًا ومفاهيم، طبيعةً وعلاقاتٍ، وهذه الإحاطة به يمكن أن تكون فرعًا جديدًا في العلوم الإنسانية في العالم، بالجامعات والأكاديميات التي تشتمل على أقسامٍ تناقش ظواهر اجتماعية وثقافية تشكل أولوية لدى بعض دول العالم.
يحتاج الإسلام السياسي لعمل تعريفات تأسيسية بشكل علميٍ محكم، بحيث يتم خلاله تعريفه وموضوعه وأصوله وفروعه، مع العمل على رصد تاريخ هذه الظاهرة، ومتى بدأت، وكيف ظهرت على السطح، وكيف تطورت تاريخيًا عبر عقود، سواء في الهند، أم في مصر، أم في إيران، أم في بقية العالم.
دراسة المناطق
وتكمن الحاجة في أهمية تناول هذه الظاهرة لدراسة أهم المناطق التي انتشرت فيها، ورصد خصائص كل منطقة، وتقسيم التناول لهذا مبدئيًا ضمن عدة فروع؛ منها، الإسلام السياسي في الهند وباكستان وأفغانستان وكشمير، والإسلام السياسي في العالم العربي.
كما يجب دراسته في مصر بلد المنشأ عربيًا ثم في كل دولة عربية على حدة، كمصر والسعودية والإمارات والعراق وسوريا والمغرب العربي، والإسلام السياسي في بلاد الملاوي، ماليزيا وإندونيسيا وبروناي، والنسخة الشيعية للإسلام السياسي، ورصد العلاقات والتأثيرات بين النسختين السنية والشيعية، والعمل على معرفة الإسلام السياسي في الدول الغربية والشرقية وبقية دول العالم ومناطقه.