“أصول النظرية النقدية والفروق بين المصطلحات” على طاولة اتحاد كتاب مصر
عقدت لجنة الإعلام بنقابة اتحاد كتاب مصر والعرب محاضرة جديدة من سلسلة محاضرات الثقافة العامة التي يحاضر فيها الدكتور علاء عبد الهادي لمجموعة المتدربين المتقدمين للعمل في إذاعة الأدب العربي برئاسة الإعلامي د. عبد الله يسري.
أصول النظرية النقدية
واستهل “عبد الهادي” حواره بالحديث عن الماركسية الغربية، ومفهوم المثقف العضوي، وأكد أنه توجد فروق ما بين التحديث والحداثة والحداثة العليا.
وفي حواره عن موضوع ما بعد الحداثة، أشاد بجمال العقل الغربي الذي لا يستنكف أن يرجع إلى الخطأ والاعتراف بأنه مع فهم جديد لما بعد الحداثة.
وذكر الدكتور علاء عبد الهادي أن ما بعد الحداثة خطاب قام ضد الحداثة وتفتيت الفكر الخطابي، وأضاف أن التحديث عملية تعتمد على التقنية التكنولوجية وأنه لا توجد تكنولوجيا بريئة؛ لأن لها تأثيرها الواضح على أي خصوصية ثقافية قائمة.
وأكد أن آلية عمل المصادفة آلية خالقة في الكون؛ ويعني بالمصادفة ظهور اختراعات غير مقصودة.
كما ذكر أنه فيما بعد الحداثة لا توجد وحدة أسلوب؛ لأن كتابات ما بعد الحداثة ليس بها التقاء نوعي، وتتميز بعدة سمات منها الاهتمام بالجانب الشعبي، وجود اختلافات في الأساليب، وتحطيم للسابق.
أصول النظرية النقدية والفروق بين المصطلحات
وتحدث عن أصول النظرية النقدية شارحًا (الفلسفة، المذهب التجريبي)، كما تحدث عن الثورة الصناعية (١٧٥٠-١٨٨٠)، وذكر أن الفوضوية مذهب فلسفي شديد الجمال، وتحدث عن عصر التنوير (١٦٤٠-١٧٨٩) وطالب الحضور بضرورة معرفة مسالب الخطاب التنويري الأوروبي.
كما شرح الحركة النسائية بموجاتها المتتالية، وشرح مفهوم الثقوب السوداء والأنفاق الرمادية، وتحدث عن الفرق بين نيوتن وآينشتاين؛ نيوتن ذكر أن أي شيء في الكون يحدد بثلاثة أبعاد (الطول، العرض، العمق) وأضاف آينشتاين عليهم بعد الزمن الذي يعني وحدة قياس كمية الحركة.
وانتقل بحواره إلى الحديث عن نظرية الفوضى الظاهرة للكون، والفوضى المنظمة التي جاءت من علم الديناميكا الحرارية.
كما تحدث عن النظرية اللغوية ومفهوم البنيوية، وذكر أنها متعددة وتختلف من ناقد لآخر،. وتعتمد على ضبط دقيق للفعاليات التحليلية، والاعتماد فيها على ماذا يقول النص من خلال بنيته؟ بعيدًا عن البنية النفسية للمؤلف، وتحدث عن الشكلانية الروسية وهي مذهب مهم قام على مجموعة من المفاهيم، وذكر أنه في كل المناهج يمكن دراسة الشكل والمحتوى من حيث المفاهيم (اللغوية، التشكيلية، النوعية، النفسية).
علم السيمياء
وتعرض لعلم العلامات وعلم السيمياء، وذكر أن أي شيء في العالم يمكن وصفه بالسيمياء، وهناك من العلامات ما يمثل شيء آخر، وهناك العلامة في ذاتها، وذكر الفروق بين (الرمز، الإشارة، الأيقونة) وأوضح أن علم السيميولوجي ممكن فيه الجمع بين الأيقونة والإشارة، والإشارة والرمز.
وأعقب ذلك بالحديث عن ما بعد البنيوية، والتعريف برموز هذه الفترة والتعريف بفلاسفة الاختلاف الفرنسي، وأفاض في شرح التفكيكية موضحًا أن الفكر الغربي قائم على التمركز حول القديم من مفاهيم دريدا المهمة، وأن التفكيكية في فرنسا أدخل في الفلسفة عنها في النقد، وفي أمريكا أقرب إلى النقد عنها في الفلسفة.
وشرح مفهوم تفكيك النص بأنه تحليل دقيق (للغة، الصورة،. الرؤية، بنية الجملة).
وأكد أن الفكرة الفلسفية في التراث الفلسفي الإسلامي سبقت الحقيقة العلمية ولكن دون إثبات رياضي؛ ودلل على ذلك بتعريف الزمن في - فصل المقال - لابن رشد الذي عرف فيه الزمن بأنه وحدة قياس كمية الحركة قبل آينشتاين.
وانتقل إلى القسم الثاني من موضوع المحاضرة، وهو التعريف بالمصطلح ( الاجتماعي، السياسي) مثل: ( المجتمع المدني، النقابات العمالية، الدولة، المواطنة، الدستور، الجماعة السياسية، الحكومة الشرعية، الأمن القومي، العولمة، الردع المرن، حق تقرير المصير، الفيدرالية، العرف، الالتزام، النظام العام، الصراع الطبقي، القانون الإداري، القانون الجنائي، الجريمة، القواعد القانونية، القواعد المكملة).
وكان من أبرز ما ذكره الدكتور علاء عبد الهادي الإشارة إلى الباب الثالث في الدستور المصري الذي كان يحتوي على ثلاثة أنواع من المقومات (سياسية، اجتماعية، اقتصادية) وكان يخلو من المقوم الثقافي؛ فقام مع عدد من المثقفين والمبدعين المصريين بوضع واحدة وعشرين مادة ترتبط بالمقومات الثقافية وضع منها تسع عشرة مادة في الدستور منها:
- الثقافة حق لكل مواطن بصرف النظر عن مكانه وبيئته.
- قضايا الاتجار في الآثار لا تسقط بالتقادم.
- ضرورة المحافظة على التراث الشفهي، ومنظومة الرموز الثقافية المصرية.
- محو الأمية في اللغة العربية والأمية الرقمية.
- الترجمة العكسية من العربية إلى اللغات الأخرى.
- لا يمس أمن الكاتب.
- لا تسقط قضايا التعذيب بالتقادم من بعد عام ٢٠١٤ م.
وأوضح أن الدستور المصري بوضع هذه المقومات الثقافية اكتسب مكانة غير مسبوقة فيما يخص الشأن الثقافي.