تحدثوا مع الناس بلغتهم!
لا يهتم المواطن أن تكبر وتزيد وتتضاعف ميزانية حكومة بلاده بقدر ما يهمه أن تضمن له هذه الميزانية مستوى معيشى مناسب يرتفع ولا يتراجع أو ينخفض.. لذلك عندما تحدث رئيس الوزراء عن الزيادة التى طرأت على ميزانية البلاد ورفعتها من٣٠٠ مليار جنيه عام ٢٠١٠ إلى تريليوني جنيه الآن فإنه لن يجد آذانا صاغية من المواطنين الذين نال منهم وأتعبهم التضخم الذى انفلت عياره هذا العام، لأن رئيس الوزراء لم يقل لهم ما ينتظرون سماعه منه وهو متى ينحسر ويتراجع هذا التضخم أو متى يتم إنقاذهم من ارتفاع الأسعار الكبير وتتوقف دخولهم الحقيقية عن الانخفاض!
تلك هى المشكلة الحقيقية التى تواجه الحكومة في تعاملها وتواصلها مع المواطنين.. فهى لا تتحدث معهم بلغتهم، أو لا تتحدث معهم مباشرة عما يؤرقهم ويشغلهم بل ويقلقهم، ولذلك لا تستأثر بآذانهم وإنما يشاركها فيها من يبغون إثارة فزع الناس ونشر اليأس بنفوسهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية.
فإن الحكومة تتحدث عن إرتفاع معدل النمو الاقتصادى، وتحقيق فائض أولي في الموازنة للسنة الثالثة على التوالي، وزيادة مواردنا من النقد الأجنبي، سواء من الصادرات أو تحويلات العاملين بالخارج أو قناة السويس وحتى السياحةَ والاستثمارات الاجنبيةَ مما أدى إلى تقلص الفجوة التمويلية من ثلاثة مليارات دولار إلى نحو عشر هذا الرقم.
بينما ما يهم المواطن بشكل مباشر تأثير كل ذلك على جيبه ودخله وأسعار السلع الضرورية التى يحتاج لها، وبالتالى على مستوى معيشته هو وأفراد أسرته.. لذلك لا ينصت الناس إليها، بينما هى تحتاج في ظل هذه الأزمة الاقتصادية لكل انتباه الناس وثقتهم، فنحن نعيش ظروفا مشابهة لظروف حرب نحتاج فيها لأقصى قدر من التماسك الوطنى.
نصيحتى للحكومة، خاصة رئيسها وأعضاء المجموعة الوزارية الاقتصادية أن يتحدثوا للناس بلغتهم وعما يهمهم بشكل مباشر وواضح وصريح.