رئيس التحرير
عصام كامل

إجهاض واغتصاب نساء.. القصة الكاملة لمعسكرات تعذيب المسلمين في الصين

مسلمو الإيجور
مسلمو الإيجور

أصدرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تقريرًا فى 48 صفحة يرصد الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد من أقليَّة الإيجور المسلمة في إقليم شينجيانج الصيني قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

 

تقرير الأمم المتحدة يندد بتعذيب مسلمي الإيجور

ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إلى التعامل بشكل عاجل مع الاتهامات الموثوق بها بالتعذيب والعنف الجنسي في إقليم شينجيانج الصيني بحق مسلمي الإيجور.

 

وقال التقرير الأمم، إنّ "الادعاءات المتعلقة بممارسات متكررة من التعذيب أو سوء المعاملة، ولا سيّما علاجات طبية قسرية واحتجاز في ظروف سيئة، هي ادعاءات موثوق بها، كما هي أيضا حال الادّعاءات الفردية المتعلّقة بأعمال عنف جنسي وعنف على أساس الجندر".

وتتهم الحكومة الأمريكية بكين بارتكاب إبادة جماعية في شينجيانج. وفي يناير الماضي وصفت الجمعية الوطنية الفرنسية، على غرار المملكة المتحدة وهولندا وكندا، معاملة الصين للإيغور بأنها "إبادة جماعية".

 

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم، أن التقرير الصادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوضح بالتفاصيل المقلقة انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تحدث في شينجيانج.

 

وأضاف بلينك، أن التقرير خلص إلى أن "الاعتقال التعسفي والتمييز ضد الإيغور والجماعات ذات الأغلبية المسلمة قد يشكل جرائم دولية خصوصًا جرائم ضد الإنسانية" وأن "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قد ارتكبت" في شينجيانج.

 

وشدد وزير الخارجية الأمريكي، على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل بشكل وثيق مع شركائها والمجتمع المدني والمجتمع الدولي للسعي إلى تحقيق العدالة والمساءلة للعديد من الضحايا".

 

من هم مسلمو الإيجور؟

معظم الإيجور من المسلمين السنة، وهم يشكلون المجموعة العرقية الرئيسية في إقليم شينجيانج.

 

يتحدث الإيجور، لغة قريبة من التركية، تحكى في آسيا الوسطى، ويشبهون، على المستوى الثقافي، شعوبا أخرى من آسيا الوسطى.

 

ويعيش نحو 12 مليون من الإيجور في شينجيانج، خصوصًا في الجنوب القاحل من الإقليم.

 

وكان الإيجور يشكِّلون الغالبية هناك قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم عام 1949، أمَّا اليوم، فلا يشكلون إلا 45% من سكان شينجيانج. 

 

ويستاء بعض الإيجور من "الهان" الذين يستفيدون أكثر من التنمية التي باشرتها الحكومة الصينية، ويُتّهم النظام فى بكين بتقييد أو حتى حظر ممارسات الإيجور الثقافية والدينية واللغوية.

 

سر التنكيل بإقليم شينجيانج

شهد إقليم شينجيانج ومقاطعات أخرى في الصين لعقود، ولا سيما من 2009 إلى 2014، هجمات نسبت إلى إسلاميين أو انفصاليين إيجور. 

 

واستهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، نُسب إلى الإيجور، ساحة تيانمين بشكل خاص في بكين في العام 2013.

 

ومنذ عدة سنوات يخضع الإقليم لمراقبة مكثفة، من كاميرات منتشرة في كل مكان إلى بوابات أمنية في المباني وانتشار واسع للجيش في الشوارع وقيود على إصدار جوازات السفر.

 

وبزعم مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف الديني، تمنع السلطات الصينية بعض الممارسات المرتبطة بالإسلام مثل إرخاء اللحى الطويلة وارتداء الحجاب الإسلامي.

 

معسكرات لاحتجاز مسلمي الإيجور

تتهم دراسات غربية تستند إلى وثائق رسمية وشهادات لضحايا وبيانات إحصائية، بكين بأنها تحتجز في معسكرات ما لا يقل عن مليون شخص، معظمهم من الإيجور، وبإجراء عمليات تعقيم وإجهاض "قسرا"، أو بفرض "عمل قسري".

 

ولا تؤكد الأمم المتحدة هذا الرقم لكنها تشير إلى أن "نسبة كبيرة" من الإيغور والأقليات المسلمة تم اعتقالهم. 

 

وتنفي الصين هذه الاتهامات، وتؤكد أن "المعسكرات"، التي أُغلقت الآن، هي في الواقع "مراكز للتدريب المهني" تهدف إلى إبعاد السكان عن التطرف الديني.

 

يقول أكاديميون ونشطاء في منظمات غير حكومية إن تدابير تنظيم الولادات الصارمة في شينجيانغ منذ عام 2017 بما في ذلك فرض حصص تعقيم والإجبار على وضع لوالب منع الحمل هي جزء من محاولة متعمدة لتقليل مواليد الأقليات الإتنيّة.

 

ولدى نفيها لتلك الاتهامات تقول الصين أنها طبقت سياسة الحد من الولادات في عموم البلاد.

 

الصين تستهدف عائلات رموز الإيجور في الخارج

وقالت صحيفة نيويورك تايمز  في تقرير لها أنه عندما تحدث الإيجور الموجودون في الخارج عن انتهاكات السلطات في شينجيانج، استهدفت الصين عائلاتهم في البلاد، وحكمت على أقاربهم بالسجن لفترات طويلة واستخدمت وسائل الإعلام الحكومية والدبلوماسيين الصينيين البارزين للتنديد بالنشطاء وادعت أنهم كذابون ومحتالون.

وبالنسبة للعديد من النشطاء الإيجور الذين قاموا بحملات لتسليط الضوء على حملة القمع الصينية الشديدة في شينجيانج، فإن تقرير الأمم المتحدة أثبت فقط ما كانوا يرافعون لأجله منذ عدة سنوات "إثباتًا قويًّا، وإن تأخر طويلًا".

 

وهاجمت الصين تقريرَ الأمم المتحدة الذي رصد الانتهاكات، ووصفت بكين التقرير بأنه "مَهزلة" من تخطيط الولايات المتحدة ودولٍ غربية.

الجريدة الرسمية