الشكر والتحية للدكتور مبروك عطية!
كانت القضايا والأحداث الطائفية تقدم لتطيبها وتخفيفها ومحاولات علاجها من المسلمين والمسيحيين عبارات ثابتة مكررة من عينة "أرفض ما جرى لأخوتنا.. ثم يذكر كل فريق الفريق الآخر"، أو يقولون "التعصب موجود في كل مكان وعند إتباع كل الديانات لكن ده مش معناه أن... ثم يؤكدون رفضهم لما جري"، أو يقولون "مش معني إن في ناس متطرفة إني أقبل وأوافق على اللي اتقال أو علي اللي حدث"، إلى آخر جمل دعم الطرف الآخر!
الآن.. سيشهد التاريخ إن ما جرى من الدكتور مبروك عطية سيشكل حدا فاصلا بين عهدين في معالجة القضايا الطائفية.. ربما كانت المرة الأولى.. أو علي الأقل الأولي وفق علمنا التي يتبني المسلمون والمسيحيون معا موقفا واحدا موحدا ضد عملا طائفي مس مقدسا رأوه أنه يخصهما معا! المسلمون يقولون إن ما جري مساس بالعقيدة الإسلامية أولا.. لأوامر القرآن الكريم الصريحة ولمكانة السيد المسيح عليه السلام فيه.. والمسيحيون يعتبرونه مساسا مباشرا بمقدس لديهم !
زلة لسان
المسلمون كان غضبهم أكثر حدة ووضوحا.. ربما لأن الغضب يتم بلا تحرج وبلا حساسية.. لكنه كان صادقا.. فما فعله الدكتور مبروك عطية في زلة اللسان خطيئة.. لكن محاولته وضع الإسلام أمام المسيحية في مقارنات ما، لا تصح.. ولا معني لها.. ولا طائل منها ولا فائدة.. كان ذلك هو الأخطر والأسوأ وقد كشف به عن المدفون في عقله الباطن!
قبل أشهر كتبنا مقالا بعنوان "نصيحة للدكتور مبروك عطية" نبهناه إلي خطأ ما يفعله وإن التباسط في برنامجه بلغ حدا يظن أنه يقربه من الناس خاصة البسطاء.. بينما يبعده في الحقيقة عن وقار منصة الداعية ومن جلال الحديث في الدين ومن روحانية التصدي للإفتاء للناس! وقلنا بعد أزمة حديثه عن نيرة أشرف ليته أخذ بالنصيحة واليوم نقول الحمد لله علي تجاهلها.. وإلا ما رأينا انصهار تلك الخطوط الوهمية بين المسيحيين والمسلمين.. ولا ادركنا إننا بلغنا الرشد ضد الطائفية.. وإننا معا نصل حد القتال ضد كل طائفيا وضد كل طائفية..
هذه هي مصر الحقيقة والتي لم نعرف في أزمة الدكتور عطية المسلم من المسيحي.. لم يكن المصريون إلا أعاصير من الغضب عصفت في طريقهم بما تبقي -إن كان قد تبقي- من أي مظاهر طائفية!
يقولون: رب ضارة نافعة.. ونقول: رب زلات وسرائر شديدة النفع عظيمة الأثر!