استطلاعات رأي: ليز تراس المرشحة الأوفر حظا لخلافة جونسون في بريطانيا
تواجه المرشحان المحافظان المتنافسان على رئاسة حكومة بريطانيا، للمرة الـ12 والأخيرة، في مناظرة أمام الأعضاء المدعوين لاختيار أحدهما.
وتشير معاهد استطلاعات الرأي إلى أن وزيرة الخارجية ليز تراس هي المرشحة الأوفر حظا لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة في مواجهة منافسها ريشي سوناك.
وينتهي تصويت نحو ألفي عضو في الحزب عبر البريد والإنترنت، غدا الجمعة.
ومن المقرر الإعلان عن الفائز الإثنين المقبل على أن يتولى مهامه في داونينج ستريت، مقر رئيس الحكومة، في اليوم التالي.
"خفض الضرائب"
وقالت تراس إنه إذا تم انتخابها فـ"ستركز على أسعار الطاقة للمستهلكين وكيفية إنعاش الاقتصاد البريطاني". وتعهدت بخفض الضرائب لتحفيز النمو.
لكنها لم تحدد بعد كيف ستساعد البريطانيين على مواجهة ارتفاع الفواتير هذا الشتاء بينما يواجه الملايين احتمال العجز عن دفع تكاليف التدفئة خصوصا.
وفي نفس الملف، استبعدت تراس إمكانية تقنين وترشيد استخدام الطاقة في الشتاء المقبل، مع تراجع إمدادات الطاقة المتوقع.
وبموجب أحدث "سيناريو الحالة الأسوأ" للحكومة، والذي نُشر في أغسطس، قد تواجه الشركات وحتى المستهلكين انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء مع تزايد المخاوف بشأن إمدادات الطاقة، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "جارديان".
ويعتقد المسؤولون أنه "بدون تقنين وترشيد الطاقة، يمكن أن تعاني المملكة المتحدة من انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام في يناير/كانون الثاني إذا اجتمع الطقس البارد مع نقص الغاز لترك البلاد تفتقر إلى الكهرباء".
ورق الحائط
الأمر لم يتوقف عند الطاقة والضرائب، إذ سُئلت تراس عما إذا كانت ستحتفظ بورق حائط "جونسون" الذهبي الباهظ والأثاث الباهظ الثمن في داونينج ستريت، مقر رئيس الحكومة.
وأجابت وزيرة الخارجية: "أنا من يوركشاير، لذا فأنا أؤمن بالقيمة مقابل المال، وليس شراء أشياء جديدة إذا كان لديك بالفعل أشياء جيدة تماما للاستخدام"، مضيفا "لا أعتقد أنه سيكون لدي وقت للتفكير في ورق الحائط أو الأرضية".
من جهته، أكد وزير المالية السابق ريشي سوناك أن السيطرة على التضخم ستكون على رأس أولوياته، مشيرا إلى أن خطط خفض الضرائب التي وضعتها تراس مفرطة في جرأتها.
وأيا يكن الفائز، فإنه سيواجه صعوبة في توحيد حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات عميقة بسبب النزاع المرير على السلطة.
مستشار للأخلاقيات
واعتمد سوناك لهجة أكثر تصالحية حيال تراس في مناظرة أمس الأربعاء، والتي جرت أمام نحو 6 آلاف من أعضاء حزب المحافظين المجتمعين في ملعب ويمبلي في لندن.
وفي محاولته الأخيرة لجذب أعضاء حزب المحافظين، وراقبتها زوجته ووالديه، قارن سوناك نفسه بجونسون، ووعد بإعادة تعيين مستشار للأخلاقيات بعد استقالة اثنين في عهد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، خاصة رئيس الوزراء منتهي الولاية الذي عانى فضائح جمة.
وقال: "سأقود حكومة تدار بكفاءة، تدار بجدية، واللياقة والنزاهة في صميم كل ما نقوم به، هذا هو التغيير الذي سأحققه"، وفق صحيفة "جارديان".
شبح انتخابات مبكرة
وتعليقا على المناظرة، نقلت "جارديان" عن جافين بارويل، المستشار السابق لرئيس الحكومة الأسبق، تيريزا ماي، إن تراس كانت "مجنونة" لاستبعاد تقنين الطاقة.
وغرد بارويل: "إذا كان الشتاء باردا ولم يكن هناك ما يكفي من الطاقة، وهذا خطر حقيقي، فسنواجه انقطاعات عشوائية في التيار الكهربائي".
ودعا إلى "تقنين وترشيد الاستخدام غير المنزلي حتى لا يجد الأشخاص الضعفاء أنفسهم بدون تدفئة" في الشتاء.
إلى ذلك، تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن وزيرة الخارجية تتقدم بحوالي 30 نقطة على سوناك بين أعضاء حزب المحافظين، لكنها تواجه تحديات كبيرة مع ارتفاع التضخم إلى 10%، وارتفاع فواتير الطاقة المنتظر وأزمة تكلفة المعيشة.
ويفترض أن تنظم في بريطانيا انتخابات عامة في يناير 2025 على أبعد حد، لكن يمكن تقديم موعدها.
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة أن المحافظين سيواجهون على الأرجح صعوبة في البقاء في السلطة حتى هذا التاريخ، ما يرجح فرضية الانتخابات المبكرة.
وفي أجواء تدهور الوضع الاقتصادي يتقدم حزب العمال على المحافظين في استطلاعات الرأي العامة في البلاد.