رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة التغير المناخي.. موجات حر وجفاف وفيضانات تضرب الصين

محاصيل الصين
محاصيل الصين

ألقت أزمة التغير المناخي والاحتباس الحراري علي الصين بظلالها خلال الأيام الماضية  مما ادي الي تلف الكثير من المحاصيل الزراعية فضلا عن توقعات بحدوث فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة.

ولا تعد موجات الحر في منتصف الصيف غير معتادة في الصين، خصوصا في المناطق القاحلة في غرب البلاد وجنوبها، لكن العلماء يقولون إن البلاد تواجه طقسا قاسيا هذا العام، يفاقمه الاحترار المناخي.


ومن ثم، فإن الصين تشهد الصيف الأشد حرارة منذ بداية تسجيلات الأرصاد الجوية قبل أكثر من 60 عاما، وهو وضع غير مسبوق سواء في مدته أو في نطاقه.

موجة الحر والجفاف

أجلت السلطات الصينية عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مناطق أكثر أمانًا بحلول، اليوم الاثنين، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في مخاطر حدوث فيضانات في منطقة بجنوب غربي البلاد تعرضت معظم الصيف للدمار بسبب موجة الحر والجفاف.


وتتوقع هيئة الأرصاد الصينية هطول أمطار غزيرة على أجزاء من مقاطعتي سيشوان وتشونجتشينج حتى الثلاثاء على الأقل.

وأصدرت تشونجتشينج، وهي مدينة ضخمة تم بناؤها في منطقة جبلية وتشرف أيضًا على الجبال والريف في محيطها، تحذيرًا من حدوث فيضانات مفاجئة في كلا اليومين.

نقلت السلطات 61 ألف شخص في سيشوان إلى أماكن أكثر أمانًا منذ مساء الأحد مع هطول أمطار غزيرة خلال الليل، حسبما أفاد تلفزيون الصين المركزي الحكومي الاثنين.

وسجلت قرية واحدة في ولاية مدينة قوانجيوان 18.8 سم (7.4 بوصة) من الأمطار، وكانت المدينة واحدة من بين اثنتين في سيشوان تعدان الأكثر تضررًا من الجفاف.

أدى التحول في الطقس إلى تخفيف حدة الحرارة، وتمت استعادة الطاقة الكاملة للمصانع في سيتشوان، بعد أسبوعين من القيود الناجمة عن انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية.


ومن شأن هذه الأمطار أن تساعد المزارعين الذين يذبل أرزهم وفلفلهم الحار ومحاصيلهم الأخرى خلال فترة جفاف طويلة حولت الخزانات إلى تربة متصدعة.

40 درجة

وكانت درجات الحرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، فيما وصفه علماء أرصاد بأقوى موجة حرارة في الصين منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1961.

وقال التلفزيون الصيني على موقعه على الإنترنت إنه تمت استعادة الطاقة في سيشوان للاستخدام التجاري والصناعي بشكل كامل.

وانخفض الطلب المنزلي على أجهزة تكييف الهواء مع انخفاض درجات الحرارة وبدأ هطول الأمطار في رفع منسوب الخزانات الكهرومائية.

في السياق ذاته، ذكر التلفزيون الصيني أن توليد الطاقة الكهرومائية في المقاطعة ارتفع بنسبة 9.5% عن أدنى مستوى له.

وقال التقرير نقلًا عن تشاو هونغ، مدير التسويق في فرع شركة الطاقة في سيشوان، إن الاستخدام اليومي للطاقة من قبل الأسر انخفض بنسبة 28%، لتهوي من ذروة بلغت 473 إلى 340 مليون كيلوواط / ساعة.

ونقل عن تشاو قوله "التناقض بين إمدادات الطاقة والطلب في سيشوان سيتم حله بشكل أساسي في الأيام الثلاثة المقبلة".

انخفاض الطاقة الكهرومائية

دفع انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية مرافق سيشوان إلى تكثيف استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ما أدى إلى تراجع مؤقت في الجهود المبذولة للحد من الكربون والانبعاثات الأخرى.

قفزت حصة الطاقة في سيشوان التي تأتي من الفحم إلى 25% من 10%، مع تشغيل 67 محطة توليد بكامل طاقتها، وفقًا لوسائل إعلام صينية.

عادة ما يُنظر إلى سيشوان على أنها قصة نجاح للطاقة النظيفة في الصين، حيث تحصل على 80% من طاقتها من الطاقة المائية.

الاحتباس الحراري

من ناحية اخرى حذر علماء البيئة الصينيون من أن الاحتباس الحراري سيتسبب في موجات حر غير مسبوقة تؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية على نطاق واسع في البلاد.

وتسببت موجة الحر الكبيرة في الصين في إتلاف المحاصيل الزراعية على نطاق واسع مما أدى إلى أضرار مادية كبيرة للمزارعين الذين تعتبر الزراعة مصدر رزقهم الأساسي.

 

وخصصت الحكومة الصينية مبلغ 10 مليارات يوان (1،45 مليار يورو) من المساعدات للمزارعين لتأمين حصاد الخريف، خصوصا الأرز.

الجريدة الرسمية