وزيرة البيئة: خفض انبعاثات الاحتباس الحراري يتطلب ٢٦٤ مليار دولار
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن مصر انتهت من تحديث استراتيجية المساهمات الوطنية والتي تضم مجموعة من الأهداف لخفض انبعاثات الاحتباس الحراري والتكيف حتى ٢٠٣٠ تبعا لما تم الاتفاق عليه في باريس، ولكن هي مرتبطة بإتاحة مصادر التمويل اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، حيث يتطلب تنفيذها ٢٦٤ مليار دولار منها ١٩٦ مليار دولار للتخفيف و٥٠ مليار دولار للتكيف.
وأكدت وزيرة البيئة فيما يخص الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، أنها أهم مخرجات المجلس الوطني للتغيرات المناخية والذي تم تطوير الهيكل المؤسسي له ليصبح تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء وبعضوية الوزارات المعنية، مما يجعل الاستراتيجية نتاج لعمل جماعي يراعي دمج بعد تغير المناخ فى قطاعات التنمية، وتضم مجموعة من الأهداف في مجالات التخفيف والتكيف وحوكمة المناخ والبنية التحتية لتمويل المناخ والبحث العلمي والتكنولوجيا، وتم من خلالها تحديد أول مجموعة أولويات تتماشى مع استراتيجية المساهمات الوطنية ٢٠٣٠.
وأضافت أن الاستراتيجية تسعى لتحقيق التوازن بين التخفيف والتكيف وإشراك القطاع الخاص فى التنفيذ، وتركز على رابطة الطاقة والغذاء والمياه، لتنعكس على تعزيز الزراعة واستنباط المحاصيل الجديدة القادرة على مواجهة الظروف المناخية الحادة، وتحلية المياه بالطاقة المتجددة، وأيضا هناك مشروعات لقطاع النقل تقوم على تشجيع النقل الجماعي الكهربي، ومشروعات في قطاع البترول والغاز للعمل على نقل تكنولوجيا تقليل الانبعاثات في هذا القطاع. موضحة أنه تم الانتهاء من صياغة عدد من المشروعات المنبثقة من الاستراتيجية وسيتم إعلانها للشركاء والقطاع الخاص للبدء في تنفيذها قبل استضافة مؤتمر المناخ القادم COP27.
وأضافت الوزيرة أن الغاز الطبيعي هو أحد مراحل الانتقال نحو الوقود منخفض الكربون والتوجه نحو زيادة نسبة الطاقة المتجددة في خليط الطاقة، ضمن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، سواء في مجال الطاقة أو النقل.
وفيما يخص مؤتمر المناخ القادم COP27، شددت وزيرة البيئة على حرص مصر خلال رئاستها للمؤتمر على تحقيق التوازن في كافة مسارات التفاوض واحراز التقدم في موضوعات التخفيف والتكيف والخسائر والأضرار والتمويل، وباعتباره مؤتمرا للتنفيذ حرصت مصر على تنفيذ عدد من الايام الموضوعية خلال المؤتمر لمناقشة الموضوعات ذات الأولوية وإطلاق مجموعة من المبادرات العالمية التي ستساعد على تسريع وتيرة العمل، ففي يوم الطاقة سيتم إطلاق المبادرة العالمية الانتقال العادل للطاقة، ويوم التكيف سيتضمن مبادرة الزراعة والأمن الغذائي في ظل الأزمة العالمية الحالية للغذاء، ويوم المياه سيناقش ندرة المياه وأفضل طرق إدارة المياه ونظم الإنذار المبكر، بالإضافة إلى ايام التنوع البيولوجي والشباب والمجتمع المدني والتمويل وغيرها.
وأوضحت وزيرة البيئة أن مصر تستضيف مؤتمر المناخ القادم COP27 نيابة عن أفريقيا لكنها ستحرص على التمثيل الشامل والعادل للجميع وطرح كافة المتطلبات، ومراعاة مصالح كافة الدول، حيث أن مصر عندما أعلنت في مؤتمر باريس المبادرة الأفريقية للتكيف وجدت عديدا من الدول الأخرى أنها فرصة لتسريع وتيرة تمويل التكيف، لذا ستحرص مصر على تفعيل هذه المبادرة خلال مؤتمر المناخ القادم COP27 لتحقيق آمال الدول النامية والإفريقية، كما لفتت إلى حرص مصر على البحث عن قصص النجاح من مختلف الأماكن سواء على المستوى المحلي أو السياسات والاستثمارات الضخمة لعرضها خلال مؤتمر المناخ COP27 كنماذج رائدة للتنفيذ للبناء عليها وتكرارها، وتسريع وتيرة العمل المناخي.