محلل سياسي غلبه الهوى!
كشفت الحرب الاوكرانية التى تدور على الأراضي الأوروبية لدينا نحن الدولة الأفريقية نفرا من المحللين السياسيين تغلب عليهم أهواءهم السياسية والفكرية وهم يمارسون التحليل السياسي الذي يحتاج كل التجرد من العواطف الشخصية والأهواء الخاصة حتى يتسم بالتجرد ويكون سليما ونتائجه صحيحة.. فلا مجال في التحليل السياسي للحب والكراهية، لأنهما يفسدانه ويحولانه إلى رأي شخصي، بينما نحن نحتاج التحليل السياسي لمعرفة حقيقة موقف أو تصرف أو قضية أو مشكلة حتى نحسن إختيار الموقف الأفضل والذي يحقق مصالح بلدنا ويحميها.
لكن بعض المحللين السياسيين الذين انبروا يحللون الحرب الأوكرانية ومسارها وتطوراتها وتداعياتها غلبهم الهوى السياسي بل والشخصي بشكل صارخ.. فالذين يكرهون السياسة الامريكية تحول تحليلهم السياسي إلى إشادة لروسيا ورئيسها بوتين باعتباره يتصدى للهيمنة الأمريكية عالميا.. أما الذين لا يحبون روسيا ورئيسها فإنهم حولوه إلى شيطان رجيم وانتهوا إلى أنه أوقع بلاده في كارثة فظيعة سوف تعانى منها سنوات طويلة، بل وإنه ساهم في دعم الهيمنة الأمريكية على أوروبا.. وهكذا تحكم الهوى في التحليل الذي يقدمونه لهذه الحرب وتداعياتها.
غير أن مشكلتنا مع هؤلاء الذين غلبهم الهوى لا تقتصر على التحليل السياسي الذي يقدمونه لنا للحرب الاوكرانية وتداعياتها على عالمنا وبالتالي علينا، وإنما المشكلة أكبر لأنهم يغلبون الهوى في كل تحليلاتهم السياسية، ولذلك يقدمون لنا تحليلات سياسية مخلوطة بعواطفهم ومتأثرة بما يحبون ويكرهون.. أي بالاصح يقدمون لنا أهواءهم وليست تحليلاتهم المفترض أن تكون مجردة وموضوعية حتى ولو كانت تتعارض مع ما يحبون أو لا تجارى ما يكرهون.. وتلك هى مشكلتنا مع هؤلاء المحللين السياسيين الذين لم تجردهم دراستهم للعلوم السياسية من الأهواء الشخصية في عملهم!