مزاعم نائبة !
في المؤتمر الذى نظمه منتدى حوار الثقافات الذى ترعاه الهيئة القبطية الإنجيلية، تحدث الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف مطولا عن موضوع المؤتمر وهو التسامح ومواجهة العنف، مؤكدا أن وزارته تبذل كل الجهد لنشر قيم وثقافة التسامح واحترام الأخر من خلال عملها مع الدعاة والواعظات وأئمة المساجد، واسترسل في ذلك متناولا تفاصيل ووقائع مختلفة تتعلق بتصحيح الخطاب الدينى..
ولكن النائبة نشوى الديب عندما تحدثت أشارت إلى أننا مازلنا نحتاج لمزيد من الجهد لتصحيح الخطاب الدينى، لم يقبل ذلك الكلام معالى الوزير رغم أن النائبة العتيدة استشهدت بما يقوله ويردده إمام مسجد يقع بالقرب منها وبتناقض مع التسامح واحترام الآخر، وانفعل الوزير وهو يرد عليها وإن كان قد اختتم تعقيبه عليها بأنه مستعد لبحث أى شكوى في هذا الصدد.
وكان يمكن أن ينتهى الأمر عند هذا الحد لكن وزارة الأوقاف أصدرت علي الفور بيانا أتاحته للصحافة والإعلام يتناول رد الوزير على النائبة، ووصف البيان كلام النائبة بالمزاعم، أى أنه غير صحيح.. والأكثر من ذلك أن الزملاء الذين نشروا هذا البيان تبنوا للأسف الشديد ذلك الوصف الغريب لكلام النائبة، وهو المزاعم دون أن يمنحوا أنفسهم الفرصة للتحقق منه والتأكد من صحته أو عدم صحته! وهذا أمر يتناقض تماما مع مبادئ المهنية.. لأن تبنى كلام الوزير لمجرد أنه وزيرخطأ مهني واضح.
إن كلام النائبة كان في جلسة بأحد المؤتمرات التى ينظمها منتدى حوار الثقافات، والتى تعتمد مبدأ الحوار الحر مادام يلتزم بآداب الحوار.. وفوق ذلك فإن النائبة من حقها مراقبة أداء السلطة التنفيذية، ووزارة الأوقاف هى إحدى مؤسسات السلطة التنفيذية، ولذلك كان يتعين التعامل مع ما قالته بإسلوب مختلف سواء من وزارة الأوقاف التى أصدرت بيانا يصف ما قالته في جلسة حوارية بالمزاعم أو من الزملاء الصحفيين الذين تلزمهم مبادئ المهنية ألا يرددوا اتهامات لأحد دون التحقق منها .
