عيد وسط المتفجرات.. كيف تحتفل أوكرانيا بذكرى استقلالها؟
ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن أوكرانيا تستعد اليوم الأربعاء، لـ“عيد استقلال متفجر“، في أعقاب اتهام السلطات الروسية كييف بالوقوف وراء اغتيال الصحفية الروسية وابنة أحد المقربين من الكرملين، داريا دوغينا، وتحذير الدول الغربية من رد روسي عنيف.
عيد استقلال متفجر
وقالت المجلة إن الاتهام الروسي يثير قلق الجميع في كييف، حيث قال مسؤولون أوكرانيون إن شوارع العاصمة عشية الاحتفالات بـ“عيد الاستقلال“، كانت هادئة يوم أمس بشكل مخيف، مشيرين إلى أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمر القوات بحظر الاحتفالات بالذكرى الوطنية تحسبًا لضربات صاروخية روسية محتملة.
وفي هذا الصدد، صرح دبلوماسي أوروبي لـ“فورين بوليسي“، بأن بعض السفارات كانت تضع موظفيها بالقرب من المخابئ وترسل الموظفين الأوكرانيين المحليين الذين يعيشون في ضواحي كييف إلى فنادق بها مخابئ لحمايتهم في حالة وقوع هجوم صاروخي روسي اليوم.
ونقلت المجلة عن أوليكسي جونشارينكو، النائب الأوكراني من أوديسا، قوله ”كلنا نعتبر كييف المكان الأكثر خطورة الأربعاء من المستحيل تمامًا التكهن بغير ذلك“.
هجوم روسي كبير
وأشارت المجلة إلى أن كل المعطيات تشير إلى حدوث هجوم روسي كبير اليوم، حيث حثت الولايات المتحدة مواطنيها على مغادرة أوكرانيا برًا في أقرب وقت ممكن، مستشهدة بتقارير وزارة الخارجية التي تفيد بأن روسيا قد تشن ضربات ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية والمرافق الحكومية.
وأوضحت المجلة أن احتمال شن ضربات روسية على كييف، وهي الأولى منذ أسابيع، يثير قلق المسؤولين الغربيين أيضًا، حيث أصبح الكرملين يعتمد بشكل متزايد على الذخائر غير الموجهة التي يمكن أن تتجاوز أهدافها وتضرب مناطق مدنية.
وقال الدبلوماسي الأوروبي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن افتقار روسيا المتزايد للدقة في الضربات البعيدة المدى يثير قلق المسؤولين بشأن الأضرار المحتملة للمدنيين، مبينا أن تجهيز أسلحة دقيقة لشن ضربات، مثل صواريخ ”كاليبر كروز“، قد يستغرق أيامًا.
وفي غضون ذلك، نقلت المجلة عن محلل قوله، إن ”توجيه روسيا للتهديدات ضد أوكرانيا في ذكرى استقلالها أمر جديد تاريخيًا“.
وأضاف أن ”استقلال أوكرانيا يمثل أيضًا تاريخًا مهمًا للإستونيين واللاتفيين والليتوانيين، وهي كلها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) جاءت حركات استقلالها جنبًا إلى جنب مع أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991“.
وكان الروس ودعوا أمس داريا دوغينا، ابنة ألكسندر دوغين، الفيلسوف الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، في مشهد تأبين مدني، بينما دعا صقور الحرب في روسيا إلى نهج أكثر صرامة في الحرب ضد أوكرانيا.
وفي تصريحات مؤثرة في وداع ابنته التي اعتبرها البعض تحريضية، قال دوغين، إن ”ابنته ماتت من أجل روسيا، وإن هذه التضحية القصوى تعتبر أعلى ثمن ندفعه، ولا يمكن تبريرها إلا بالنصر“.
وأضاف ”ابنته لا تسعى إلى أن يمجدها الروس، لكنها تريد القتال من أجل بلدنا العظيم، والدفاع عن إيماننا، والأرثوذكسية المقدسة، وحب شعبنا الروسي، لأنها ماتت من أجل الشعب“.