تهديد ووعيد.. سيناريوهات الضربة الانتقامية بعد اغتيال الناشطة الروسية
في قرار ليس بالجديد من بدء الحرب الأوكرانية أصدرت السفارة المصرية بالعاصمة الأوكرانية كييف بيانًا للمواطنين المصريين في أوكرانيا تهيبهم من خلاله وتحذرهم فيه لضرورة توخي الحذر خلال الأسبوع الجاري وتحديدًا من الفترة 21 أغسطس وحتى الفترة 28 أغسطس، كما طالبتهم بضرورة اتباع الإرشادات الخاصة بالسلطات الأوكرانية والتوجه للمخابئ في حالة سماع صافرات الإنذار، فضلا عن الابتعاد عن المباني الحكومية وأماكن التجمعات بمختلف المناطق، حرصا على أمن وسلامة الجميع وعلى وجه الخصوص خلال يوم ٢٤ أغسطس تزامنا مع احتفال كييف بمرور 31 عاما على استقلالها، وكذلك مرور ستة أشهر على حرب روسيا ضد أوكرانيا.
فصل جديد من الاغتيالات
ومن جانبها اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن مقتل الصحفية والمعلقة القومية الروسية داريا دوجينا، يفتح فصلا جديدا من تاريخ الاغتيالات السياسية في روسيا، ويعيد الأذهان إلى فوضى التسعينيات في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”شهدت الأعوام الأخيرة حملة استهداف واسعة لرجال الأعمال والصحفيين في أوكرانيا، وفي الأسابيع الماضية، تم استهداف شخصيات موالية لروسيا في الأجزاء التي تحتلها روسيا“.
وأضافت: ”لكن مقتل دوجينا كان شيئا مختلفا.. كانت السيارات المفخخة إحدى حيل موسكو في التسعينيات، لكنها أصبحت نادرة بعد سيطرة بوتين على البلاد“.
يأتي ذلك فيما أعلنت السلطات الروسية امس الأحد، أنها فتحت تحقيقا في مقتل دوجينا، البالغة 29 عاما، متابعه ”وعلى الرغم من أن أوكرانيا كانت قادرة على استهداف بعض الأشخاص في المناطق التي تحتلها روسيا، إلا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أنها قد تشن هجوما جريئا بالقرب من موسكو“.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن حادث مقتل دوجينا، ”كان جريئا، لأنه حدث بالقرب من ضاحية ”روبليوفكا“ الروسية، موطن الفيلات المترامية الأطراف للطبقة الحاكمة في روسيا“.
تضارب الموقف
وسلطت الصحيفة الضوء على ”تضارب المواقف“ بشأن مقتل دوجينا، وهي ابنة الفيلسوف الروسي الشهير المقرب لبوتين، ألكسندر دوجين، حيث وصف التلفزيون الروسي الحكومي الانفجار بأنه كان قويا لدرجة أنه حطم نوافذ المنازل المجاورة.
ووفقا للصحيفة، ألقى المقربون من دوجينا، والمعلقون المؤيدون للكرملين، باللوم على أوكرانيا، بينما افترض بعض منتقدي الكرملين الروس أن الهجوم كان ذريعة من قبل مؤيدي الحرب لدفع بوتين، إلى تصعيد الصراع.
واختتمت ”نيويورك تايمز“ تقريرها بالقول: ”مهما كانت المواقف، فتح الهجوم فصلا جديدا من تاريخ الاغتيالات في روسيا وأوكرانيا“.
انتقام محتمل
من جانبها، ذكرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية، أنه يجب على أوكرانيا أن تستعد الآن لـ“انتقام“ روسي محتمل ردا على مقتل دوجينا، وذلك بعد أن حذر الجيش الأوكراني من أن موسكو تستعد بالفعل لشن هجوم كبير على بلاده تزامنا مع ”يوم استقلال أوكرانيا“ الأربعاء المقبل.
ونقلت ”الجارديان“ عن الجيش الأوكراني زعمه أن روسيا ”وضعت 5 سفن حربية وغواصات تحمل صواريخ كروز في البحر الأسود، كما وضعت أنظمة دفاع جوي في بيلاروسيا“، مشيرا إلى أنه ”تم حظر التجمعات الكبيرة في العاصمة كييف، لمدة 4 أيام بدءا من اليوم الاثنين“.
وقالت الصحيفة: ”يعرف ألكسندر دوجين، بتبنيه وجهة نظر يمينية متطرفة عن مكانة روسيا في العالم، وكان قد دعا سابقا إلى العنف ضد أوكرانيا، بينما كانت ابنته تحمل وجهات نظر مماثلة“.
وأضافت: ”يزعم البعض أن دوغين ساعد في تشكيل السياسة الخارجية التوسعية لبوتين. لكن تأثير دوجين على بوتين لا يزال موضع تكهنات، حيث يقول العديد من المطلعين إن نفوذه على الكرملين كان ضئيلا“.