انتهاء فترة القطيعة الدبلوماسية.. الكويت تعين سفيرا جديدا في طهران
قدّم سفير الكويت الجديد لدى طهران بدر عبد الله المنيخ، نسخة من أوراق اعتماده لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وفي السياق نفسه، أعلن السفير الإيراني لدى الكويت، محمد إيراني، عن "زيارة قريبة لوزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إلى الكويت"، منوّهًا "بالمساحات التاريخية المشتركة بين إيران والكويت وشعبيهما، فضلًا عن التواصل المستديم والجيد القائم بين وزيري خارجية البلدين".
التمثيل الدبلوماسي
وقال الخبير في الشأن الإستراتيجي الاقتصادي والسياسي، حجاج بو خضر، لـ "سبوتنيك"، إن تخفيض التمثيل الدبلوماسي جاء ردًا على خلفية الاعتداءات على السفارة السعودية من بعض المتظاهرين، إثر ذلك وبسبب بعض التدخلات التي كانت تأتي من بعض العناصر والجهات، وما كان يجري من اعتداءت من اليمن على السعودية حالت دون معالجة الأمر، وأصبح الموضوع يتعلق بما يجري من تطورات في الحرب اليمنية وبعض التدخلات من حزب الله في بعض دول مجلس التعاون الخليجي وكل ما كان يجري على الساحة اللبنانية والسورية والعراقية، بدأت هذه الخطوة من الكويت لما بين إيران والكويت من قواسم مشتركة وقربها، وستأتي بعدها دولة الإمارات، كما صرح مؤخرًا وزير خارجيتها، وعُمان ليس عندها مشكلة مع إيران بل هي تلعب دائما دور الوسيط، ومن بعد ذلك تأتي السعودية، أما بالنسبة لقطر فلديها علاقات جيدة مع إيران.
وأضاف بوخضر: مثل هذه الخطوة تأتي مع ما جرى في قمة جدة التي لم تتطرق إلى التشدد تجاه إيران، وبناء عليه نفهم أن دول الخليج العربي تعيد إعادة العلاقات والتعاون مع إيران فيما يتعلق بمستقبل المنطقة تعاونًا إيجابيًا، وباعتبار ما يتم من تطور في المنطقة هو لصالح دول الخليج كلها، بنفس الوقت دول الخليج ترفض أي اعتداء خارجي على إيران، واضح أن هذا القرار متفق عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي، ونفهم من عودة العلاقات بأن الملف اليمني سيحل وستتوقف الحرب، ويأتي في ظل بوادر تشي بأن العراق سيواجه تحديات كثيرة جدًا، بالتالي التعاون بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي يتطلب رفع التمثيل الدبلوماسي وأن يكون هناك حوارًا مباشرًا للتعاون حيال ما قد يقع في الأشهر القادمة في العراق أيضا.
الإنتروستراتيجيا
من جانبه، أوضح مؤسس نظرية الإنتروستراتيجيا والباحث في الاستراتيجيا الدولية، الدكتور عباس مزهر: أنه عندما نقيم خطوة عودة رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الكويت وطهران نرى أن الإيرانيين ينظرون إلى هذا الحدث على أنه واجب أخلاقي إيراني، أي أنه واجب إنساني وشرعي وينطلقون فيه من رؤيتهم لحسن الجوار مع دول المنطقة، إيران بالأساس لم تخطىء بحق الكويت والعلاقات كانت ودية وقائمة على الاحترام المتبادل، العلاقات توترت وأخذت هذا البعد الصدامي على إثر إعدام "النظام السعودي" للشيخ نمر النمر عام 2016 عندما حدثت الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية رفضًا للإعدام وهوجمت حينها السفارة السعودية في طهران عندئذ اتخذت الكويت هذا الموقف كرد فعل لكن إيران لم تسئ للكويت.
التقارب العربي الإيراني
وأضاف مزهر: أتفق مع السيد حجاج فيما تفضل به من ضرورة التقارب العربي الإيراني لما له من آثاره الإيجابية على المنطقة وانعكاس ذلك على شعوب المنطقة إيجابًا نحو رخاء اقتصادي وحل الأزمات الاجتماعية، ولكن أختلف معه بأن إيران مارست دور التحريض أو ما أسماه دعم إيران للميليشيات في اليمن وغيرها، كما نعلم في اليمن هو مكون يمني وطني، وإيران تدعم حركات المقاومة ضد الهجمات الأمريكية والمشروع الغربي في منطقتنا، إذًا هذا التقارب يأتي في إطار تطبيق السياسة الدبلوماسية التي أعلنتها حكومة الرئيس رئيسي من أجل الانفتاح على دول الجوار، وهذا ما ينظر إليه في طهران اليوم على أنه انتصار لحكومة رئيسي التي تطبق منهج الدبلوماسية الاقتصادية.