زعيم القاعدة الجديد.. هل تمنح إيران سيف العدل تأشيرة قيادة التنظيم
دخلت ايران على خط مقتل زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري بعد إعلان قائمة المرشحين خلفا له إثر تصفيته من قبل مسيرة أمريكية.
وعلى الرغم من أن مقتل الظواهري عكس التصميم الأمريكي على الثأر من كل من شارك في أحداث 11 سبتمبر غير أنه فتح بابا آخر حول الزعيم الجديد للتنظيم
علاقات طهران وسيف العدل
لتبدأ من جديد لعبة التوازنات والتحالفات مع طرح اسم سيف العدل القائد الثاني بالقاعدة وزعيم ذراعة الامني منذ فترة طويلة والذي هرب إلي إيران بالتزامن مع أحداث 11 سبتمبر في اول الالفية الجديد والذي يرتبط بعلاقات مع طهران.
ويطرح اسم زعيم القاعدة الجديد ايران كلاعب صاحب نفوذ مؤثر على التنظيم وانعكاسات تلك النفوذ على اللمنطقة والعالم.
وفي ذلك الصدد نشر موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، أن الرجل الذي يرجح أن يصبح الزعيم القادم لتنظيم القاعدة أمضى عقودا يستخدم إيران كقاعدة للعمليات، ويحتفظ بعلاقات وطيدة بالنظام المتشدد.
وحذر الموقع الامريكي من أن اثنين من قوى الإرهاب البارزة في العالم قد توسع علاقاتها في المستقبل القريب.
وقال إن سيف العدل، القائد الثاني بالقاعدة وزعيم ذراعه الأمني منذ فترة طويلة، هرب إلى إيران في أوائل الألفية الجديدة، إلى جانب قادة كبار آخرين، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
ومن هناك، ساعد في نقل الأوامر من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي استهدفته ضربة أمريكية مؤخرًا، وتنسيق عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل العشرات، من بينهم أمريكيين، بحسب مسؤولين أمريكيين سابقين ومعلومات بشأن محور إيران-القاعدة نشرتها مجموعة مراقبة.
وبحسب الموقع نفسه، فإن الحرس الثوري الإيراني وفر الحماية للعدل خلال فترة وجوده في البلاد، وسمح له النظام بالتخطيط لهجمات إرهابية دموية، بما في ذلك العملية التي استهدفت السعودية في مايو/ 2003 وأسفرت عن مقتل ثمانية أمريكيين.
تساؤلات
العمليات الارهابية الايرانية الاقليمية
وقالت منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، التي تراقب عن كثب العمليات الإرهابية الإقليمية الإيرانية، إن "وجود العدل المشتبه به في إيران أثار مزيدا من التساؤلات بشأن النفوذ الإيراني على القاعدة إذا تمت تسمية العدل الزعيم (الجديد)"
فيما لفت "واشنطن فري بيكون" إلى أن تلك الروابط توطدت منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من أفغانستان الذي ترك طالبان في السلطة والبلاد في حالة فوضى.
وأفاد تحليل استخباراتي أوروبي بأن كبار القادة في فيلق القدس، وهو وحدة خاصة تابعة للحرس الثوري الإيراني ما زالوا على تواصل وثيق مع قادة القاعدة، "ومنذ سقوط أفغانستان، قدموا لبعض قادة القاعدة وثائق السفر والملاذ الآمن."
وكشف مسؤولون أمريكيون سابقون لـ"واشنطن فري بيكون"، أن تحالف "إيران-القاعدة" نما سرًا على مدار سنوات، مما يجعل احتمال إبرام اتفاق نووي إيراني جديد – والذي سيوفر المليارات لطهران – مفيدا لحلفائها في القاعدة.
ونقل الموقع عن جابرييل نورونها، المستشار السابق لشؤون إيران بوزارة الخارجية في عهد إدارة دونالد ترامب، قوله: "عندما تثري الحكومة الأمريكية الإرهابيين الإيرانيين بتخفيف العقوبات أو عدم إنفاذها، ستعود تلك الأموال في النهاية لدعم القاعدة؛ نعلم أن سيف العدل لم يكن يعيش فحسب في إيران معظم العشرين عاما الماضية، بل كان النظام يستضيفه إلى جانب عناصر آخرين من القاعدة."
وأضاف: "منذ 2015، سمح النظام الإيراني للقاعدة بإنشاء مقر للعمليات في البلاد، حيث زودوهم بالوثائق، وجوازات السفر، والأموال، والدعم اللوجستي مثل المنازل الآمنة."
تحالف مناهط لامريكا والغرب
وذكر الموقع أن العدل وشبكته من الموثوقين في القاعدة استخدموا الفترة التي أمضوها في إيران لبناء "تنسيق عملياتي" وثيق مع قوات الأمن في طهران، من بينهم الحرس الثوري.
وفي حين كانت إيران في وقت ما على خلاف مع القاعدة بسبب الاختلافات الدينية، لم يكن هذا هو الحال على مدار عدة سنوات، بحسب نورونها ومسؤولين أمريكيين سابقين آخرين مطلعين على تلك الروابط.
وقال نورونها: "لم تعد هذه جماعات إرهابية منفصلة ومختلفة تماما أو حتى خصوم – بل هم جزء من تحالف مناهض لأمريكا والغرب."
وطبقًا لـ"متحدون ضد إيران النووية"، سمحت إيران لعادل، خلال الفترة التي أمضاها في إيران منتصف الألفينيات، بالسفر إلى باكستان، والتواصل مع قادة آخرين بالقاعدة."
وأزاح وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، للمرة الأولى في يناير 2021، عن مدى عمق تلك الروابط، عندما كشف عن أن عملية أمريكية قتلت أحد كبار قادة القاعدة بشوارع طهران في 2020.
ومع كل تلك التصريحات تظهر طهران كواحدة من القوى المؤثرة على زعيم القاعدة المنتظر والتي ستستغل بكل تاكيد هذا القرب لتمرير مصالحها الاقليمية والعالمية خاصة وانها تعاني منذ سنوات مع الولايات المتحدة الامريكية العدو الاول للقاعدة ؛ فهل سيفتح سيف العدل باب لطهران للجلوس على طاولات الظل مع الغرب هذا ما ستكشفه الايام القادمة.
خاصة وان صحيفة "الإندبندنت"، كشفت إن مقتل الظواهري جاء في وقت يسعى فيه التنظيم لاستعادة قيادته للإرهاب العالمي، خاصة أن تنظيم داعش يتعافى من خسارة دولته؛ لتلوح من جديد بوادر اتفاق لتمرير المصالح ستدفع البشرية ثمنه بالدم