صار مهنة من لا مهنة له!
الإعلام، شأنه شأن كل التخصصات الأخرى، هو علم وموهبة وفن ومقومات نجاح لا تتحقق بدونها الغاية المرجوة منه في التوصيل والتأثير وصناعة الوعي وصيانة الرأي العام ومن ثم الأمن القومي للبلاد-أي بلاد- من رياح الشائعات والأكاذيب التي يصنعها ويروج لها من لا يرجون لهذا البلد أو ذاك خيرًا ولا استقرارًا.
لكن الواجب شيء والواقع عندنا شيء آخر تماما، فقد تكالب على الإعلام والصحافة دخلاء أحدثوا فيهما ما لم يكن يخطر ببال؛ فتراجع التأثير والمصداقية، وأخذت القنوات المغرضة فرصتها في تعكير الصفو والتشكيك والتطاول وتسفيه كل إنجاز تحققه الدولة وما أكثر ما حققته من إنجازات لم تجد ما تستحق من الذيوع والإشادة في غيبة الإعلام المحترف والفكر الواعي والقدرة على الإقناع والتصدي لجحافل التشكيك والتشويه.
الإعلام صار بكل أسف مهنة من لا مهنة له؛ فليس التخصص العلمي شرطًا لكي تصبح صحفيًا أو مذيعًا؛ بل الأهم كيف تصل للميكروفون وكيف تحجز مساحة للقلم في المواقع والصحف.