عندما تغيب الروح الرياضية !
الروح الأخلاقية العالية، هي أصل الرياضة وجوهرها؛ أن تتقبل الهزيمة بنفس الروح التي تتقبل بها الفوز؛ فالغاية هي المتعة وبناء الإنسان جسدًا وروحًا وشغل فراغه فيما يفيد.. أما أن تتحول كرة القدم تحديدًا إلى ساحة للتعصب والتراشق والتباغض وسوء الأخلاق..فهذا ما لا يرضاه عقل ولا دين ولا يتسق مع الروح الرياضية.
لا أحد ينكر أن الرياضة عمومًا وكرة القدم على وجه الخصوص صارت صناعة ثقيلة، صانعة للبهجة وجاذبة لملايين البشر حول العالم.. لكنها في الدول المتقدمة مغايرة لما يجري عندنا تمامًا؛ فهناك المتعة والاحتراف وحسن الأخلاق في التشجيع أما ما يحدث عندنا فهو خليط من الفوضى والعشوائية والتعصب الأعمى وسوء الأخلاق التي يتحلى بها البعض وتظهر أمام الشاشات لتعطي انطباعًا مشوشًا عن طبيعة الشخصية المصرية.
وفي تراثنا الشعبي ما يقول إن الرياضة أخلاق؛ فأين ذهبت أخلاقنا..ولماذا تنضح ملاعبنا بالتعصب وضيق الصدور بالنقد. لقد غابت المتعة عن ملاعبنا بغياب الروح الرياضية.. والنتيجة هو الفشل في تثقيف الجمهور وجهله بأصول الرياضة ومعانيها السامية التي تجمع الشعوب وتبني جسور التعارف والمودة وتجمع ما فرقته السياسة وترسم البهجة على الوجوه وتخفف عن الإنسان معاناته اليومية مع الحياة.