السيسي رد الاعتبار لـ نجيب وصديق!
لم يشفع لـ يوسف صديق أحد أهم رجالات ثورة يوليو 1952 أنه أنقذ الثورة والرفاق من حبل المشانق لو فشلت في لحظاتها الأخيرة التي خاطر فيها بروحه حين اقتحم مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.. وحسنًا فعل الرئيس السيسي حين أعاد الاعتبار لذلك الرمز الوطني والثوري المرموق بمنحه قلادة النيل أثناء أحد احتفالات الحربية بتخريج دفعة جديدة، ولم يكتف الرئيس بذلك بل أطلق اسم اللواء محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية غرب البلاد ليصحح أوضاعًا تاريخية خاطئة ويرفع الظلم عن بعض قادة يوليو الذين لولاهم ما قدر النجاح لهذه الثورة، وهو تكريم يجبر خواطر رفاق الثورة وذويهم.
ويبقى أننا في حاجة لتوثيق أمين ومنصف ومحايد ل ثورة يوليو التي تجهلها الأجيال الجديدة ولا تعرف عنها إلا ما يرد في كتابات متناثرة بين الحين والآخر.. ويكفيها أنها حققت للشعب ما لم يكن يحلم به ولولاها ما تملك الفلاحون أرضًا وما تعلم أبناؤهم ونحن مثلهم بالمجان في مدارس وجامعات تخرج فيها نوابغ كثر منهم مشرفة وزويل ويعقوب والباز وغيرهم..
وللحق فإننا مدينون لـ ثورة يوليو بالكثير والكثير رغم أنها لم تحقق كامل أهدافها وأهمها في رأيي وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة لكن ورغم ذلك فمن حقها علينا أن نعيد التذكير بفضائلها لتظل حية في الذاكرة الشعبية، بحسبانها تاريخًا مجيدًا لا يصح نسيانه أو تجاهله أو السماح بتشويهه فمن ليس له ماضٍ فليس له حاضر ولا مستقبل ومن يقرأ التاريخ ويعرفه حق المعرفة يتسلح بالوعي ويتحصن بالمعرفة ويدرك بعمق حقيقة ما جرى في مصر وما أريد لها وما يراد بها.. وهذا هو سلاحنا الأقوى في مواجهة حرب الشائعات وتشويه الرموز وإهالة التراب على كل شيء مضيء في بلادنا ليسهل التأثير في شعبها وضرب جبهته الداخلية لتنفيذ مخططات أهل الشر..أفيقوا يا مصريين واستمسكوا بتاريخكم الحق وافتخروا به فهو يستحق أن تفاخروا به الدنيا كلها.