رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ الثورات.. هل يكتب بحياد؟!

الاحتفال بذكرى ثورة يوليو 1952 كل عام أمر مهم وضروري لكي نعيد التذكير بأمجاد تلك الثورة ونبين للأجيال الجديدة حقائق تاريخية لم يعاصروها وترتبط بحدث مفصلي شديد الأهمية وأن نحثهم على إعادة قراءة تاريخنا دون قناعات مسبقة أو انحيازات مطلقة حتى لا يقعوا في شراك الزيف ولي أعناق الحقائق والعبث بتاريخ الأمم والشعوب.. حتى يمكنهم الإجابة عن سؤال مهم: هل يُكتب تاريخ الثورات بحياد وموضوعية أم تحكمه الأهواء والنوازع حتى أن البعض يصبغها بلون السياسة والهوى؟!

فضائل وأخطاء


ومن فضائل ثورة يوليو أنها مكنت الشعوب من حق تقرير المصير وأنهت موجات استعمار أذاقت البشر في مصر والإقليم كله مرارة العبودية وذل الاحتلال. وبصرف النظر عن صحة ما يردده البعض من أن الثورة أكلت بنيها فإن أبناء الثورة أيضًا اختلفوا معها، لكنها في كل الأحوال كانت في بدايتها حركة قام بها بعض الضباط الأحرار وسرعان ما انضم إليهم أبناء الشعب ولا يجادل أحد فيما حققته من تصنيع شق طريقه وسط الصعاب وإصلاح زراعي واجتماعي وفرص عمل ووظائف حكومية تبوأتها طبقات مختلفة وفي القلب منها الفئات الكادحة التي كانت نواة صلبة للطبقة الوسطى.


ورغم كل المزايا فلا يمكن أن ينكر منصف ما وقعت في ثورة يوليو من أخطاء اعترف بها قادتهم أنفسهم؛ وهو ما جرها لانتكاسات كبرى لولاها لكانت تلك الثورة من أمجد أيامنا التاريخية.. ويجب ألا ننسى أيضًا أزمة مارس 53 التي أنهت شهر العسل بين رفاق يوليو صناع الثورة ومفجريها الذين استحال وفاقهم خلافًا وصراعًا شرسًا انقسموا في إثره لفريقين لكل منها وجهة نظر تحترم..

 

 

أما أحدهما فكان صاحب الأغلبية داخل مجلس قيادة الثورة وترأسه جمال عبدالناصر الذي كان من رأيه تمديد الفترة الانتقالية سنوات أخرى حتى تكتمل أهداف الثورة ومبادئها الستة التي قامت لأجلها.. أما الفريق الآخر فقد تزعمه اللواء محمد نجيب أعلاهم رتبة في ذلك الوقت ومعه خالد محيي الدين ويوسف صديق والذين كانوا يرون تسليم السلطة لإدارة مدنية فكانت نهايتهم دراماتيكية حيث أقيل نجيب أول رئيس للجمهورية وتحددت إقامته في فيللا بالمرج، ولزم يوسف صديق بيته معرضًا عن إتمام المشوار مع الثوار.

الجريدة الرسمية