نعمة وبسنت!
كلاهما تستحق أن نتوجه لها بالتحية ونكرمها ونفرح بما حققته من إنجاز رياضى بإحراز ميداليتين ذهبيتين في دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت فى الجزائر مؤخرا.. لكن إعلاميا وصحفيا نالت الثانية اهتماما أكبر من الأولى.. وليس ثمة سبب ظاهر يفسر ذلك إلا الانتماء الاجتماعى.. فنعمة تنتمى لأسرة بسيطة بينما تنتمى بسنت لأسرة أكبر من بسيطة.. وإذا كان هذا هو السبب فعلا فإنه أمر يعيب الصحافة والإعلام ولا يعيب بطلة رفع الأثقال نعمة.
إن هذا يُبين إن ثمة تمييزا للأسف الشديد في المجتمع بين أبنائه على أساس طبقى يضاف للتمييز على أساس جنسي، وجغرافي، وديني، وعرقي.
وهكذا مجتمعنا مازال في حاجة لمواجهة هذا التمييز والتخلص منه، رغم إن دستورنا يرفض هذا التمييز ويقر مبدأ المواطنة الذى يساوى بين جميع المواطنين وإن اختلفوا في الجنس واللون والدين والعرق والانتماء الاجتماعى والجغرافي والسياسى والحالة البدنية، ورغم إن لدينا إدارة تدعم مبدأ المواطنة والمساواة ببن المواطنين وأعلنت رفضها لأى تمييز في المجتمع.. فإن الأمر يتعلق بثقافة سائدة في المجتمع تشيع وتنشر وتروج التمييز بأنواعه المختلفة فيه..
وهذا يعبر عن نفسه أحيانا في رفض تهنئة المسيحيين في أعيادهم وبناء كنائس جديدة لهم، وأحيانا أخرى في التعامل مع المرأة باعتبارها كائنا لا يستحق حقوق الرجل، وأحيانا ثالثة في معاملة الفقراء بشكل متعال أو بطريقة تتسم بالإهمال وكأنهم ليسوا مواطنين لهم ذات حقوق الأغنياء. وهذه الثقافة السلبية هى التى جعلتنا لا نمنح نعمة ذات الاهتمام الإعلامى الذى قدمناه إلى بسنت، رغم أن كلتيهما حققا ذات الإنجاز الرياضى الذى تستحقان الإشادة به والتصفيق له والفرحة بهما.